إعلان 10 اكتوبر يوم الخيمة الصحراوية

اقر مجلس الوزراء في اجتماعه يوم السبت برئاسة رئيس الدولة- الامين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز، ان » يكون يوم 10 اكتوبر يوما وطنيا للخيمة الصحراوية » تخليدا للذكرى الاولى لمخيم اكديم ازيك الذي نصبت اول خيامه في مثل ذلك اليوم من السنة الماضية شرق مدينة العيون المحتلة كاسلوب جديد ومبتكر من المقاومة السلمية والاحتجاج السلمي في مواجهة الاحتلال المغربي والذي عمر ازيد من شهر واطر للربيع العربي كما قال المفكر الامريكي وعالم اللسانيات ناووم تشومسكي

وكان الهجوم على المخيم وتفكيكه بالقوة من قبل قوات الاحتلال المغربي ، يوم 8 نوفمبرسنة 2010، قد اظهر بشاعة مغربية غير مسبوقة في مواجهة انتفاضة سلمية ذات مطالب اجتماعية وسياسية وباساليب حضارية جديدة ومبتكرة، واظهر في نفس الوقت  » وهن » النظام في المغرب امام ارادة الجماهير المتمسكة بمطالبها المشروعة مما اطر لمد ثورة عارمة ليس في الصحراء الغربية بل وايضا في كل منطقة المغرب العربي والعالم العربي في مواجهة انظمة الاستبداد والفساد براي اكثر من محلل وخبير على ضوء التطورات المتلاحقة في كل من تونس ومصر وغيرهما

« ان الثورة المتعاظمة في العالم العربي ، جددت للثورة العربية شبابها وضخت في النفوس دماء جديدة على حتمية غلبة ارادة الجماهير المتسلحة بالايمان بحقها والمستعدة للتضحية والعطاء في مواجهة انظمة تتسلح بالقمع والسيطرة لكنها مريضة بالتوسع و الفساد والجشع وضعيفة امام مد انتفاضة الشارع عندما يكتشف الحقيقة  » كما قال البعض الاخر

لقد وقع ذلك الفعل العظيم في وقت كان فيه العالم يودع سنة كانت حافلة بالاحداث وسمتها في الصحراء الغربية، صور احراق مخيم اكديم ازيك وما وقع في العيون، وفي العالم العربي بداية نهوض من سبات عميق لن يمر بردا وسلاما على نظام المغرب المفلس بالفساد السياسي والاجتماعي والمريض بالتوسع والذي لازال يعيش في احضان مافيا استعمارية براي المراقبين والملاحظين المغاربة انفسهم

 » ان ما وقع في اكديم ايزيك ستظل صوره عالقة في وجدان الضمير العالمي باعتبارها اثار لجريمة غير قابلة للنسيان او المحي من ذاكرة ووجدان الضمير الصحراوي مثل قنبلة النابالم والفوسفور من قبل التي طالت الاف الصحراويين في ام ادريكة وامكالا والتفاريتي نهاية 1975 وبداية 1976 الفارين بجلودهم من الغزو والاجتياح العسكري، كونها جريمة ارتكبها ذات النظام في حق الشعب الصحراوي الاعزل » كما قال الرئيس الصحراوي في رسالته لرؤساء وملوك العام .

اللافت للانتباه ان ذات الشعارات والمطالب التي يرفعها اليوم في عواصم العالم العربي الملايين في مواجهة انظمة القمع او التضامن مع اخوانهم في فلسطين والعراق، رفعها الصحراويون منذ سنوات طويلة في مواجهة الة القمع والترهيب المغربية العمياء في الصحراء الغربية ولكن التعتيم واللامبالاة ظلت تحجب صوتهم عن الراي العام في ظل غلبة المصالح على المبادئ في العلاقات الدولية، وهي ذات الهبة التي انخرط فيها كل الشعب الصحراوي منذ وقف اطلاق النار وكانت سلاحا فعالا في مواجهة الاستعمار الاسباني من قبل منذ سنة 1970 ثم سنوات 1972و 1971 و 1975

وكان اعتصام مخيم اكديم ايزك الذي اراد من خلاله الصحراويون البرهنة للعالم على انهم لايريدون العيش تحت رحمة نظام المغرب الذي خبروه ازيد من ثلاثين سنة فحزموا حقائبهم ونصبوا خيمهم خارج المدينة وقالوا نريد ان تنفس الصعداء بعيدا عن الادارة المغربية واجهزتها وانتظموا في لجان على شاكله ما قام به المنتفضون العرب في مصر وتونس ، فاقام النظام المغربي الدنيا ولم يقعدها حتى قام بفعله « الشنيع » عبر الهجوم على المعتصمين فجرا وحرق الخيام على رؤوس ساكنها في وقت كانت تنظم جولة من المفاوضات بين وفد عن جبهة البوليساريو والمغرب تحت اشراف الامم المتحدة

و يرى المحللون أن دافع تلك الانتفاضة هو شعور المواطن بالمهانة والظلم فالمواطن الصحراوي على سبيل المثال يجد نفسه تنتهك حقوقه السياسية و الانسانية ويحرم من حق تقرير المصير، بل انه يعيش مكرها بين مطرقة قمع الاحتلال والتهميش في وطنه و نهب ثرواته من جهة وسندان اللجوء والنفي والسجون في الجهة الاخرى ، حيث يجد نفسه محبرا على ابتكار اساليب جديدة من المقاومة هنا والممانعة هناك ، خاصة امام تهاون الامم المتحدة والمنتظم الدولي في تحقيق مطلبه في تقرير المصير مع توفير الافلات من العقاب بالنسبة للنظام في المغرب الذي يتمتع بالحصانة ويجد من يدافع عن اطروحته على مستوى مجلس الامن حيث ان المصالح الاقتصادية والسياسية تميل الكفة على حساب المبادئ في محافل مجلس الامن وفي المعاملات الدولية

في نهاية سبتمبر وبدابة كتوبر 2010 قرر حوالي 30000 صحراوي نصب « مخيم الحرية » يضم ازيد من 800 خيمة باكديم ايزيك على بعد 12كيلومترات الى الشرق من مدينة العيون المحتلة ك »شكل من اشكال النضال السلمي الذي انتهجه الشعب الصحراوي منذ وقف اطلاق النار وبلغ اوجه ماي 2005، وكتعبير عن ارادته التواقة في التمسك بحق في تقرير المصير عبر استفتاء حر وديمقراطي وبخيارت متعددة وتحت اشراف دولي، في مواجهة التهميش والاقصاء ونهب الثروات الطبيعية الصحراوية » بحسب المنظمين

بعد زهاء شهر من الاعتصام في ظل التعتيم ومنع الصحافة والمراقبين بما فيهم اعضاء بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو، قامت قوات الجيش المغربي يوم 8 نوفمبر بهجوم عنيف على هذا المخيم مما خلف العشرات بين قتلى و جرحى و مفقودين بحسب المصادر الصحراوية والدولية وشهادات الناجين من تلك المذبحة

و أغلقت الرباط كل المنافذ المؤدية الى مسرح الأحداث مانعة دخول العديد من النواب الأوروبيين من بينهم الفرنسي جون بول لوكوك و الاسباني ويلي ميير و العديد من المدافعين عن حقوق الانسان بالإضافة إلى أطباء قدموا لاسعاف الضحايا والصحافة بما فيها المغربية .

و قد اشارت المنظمة الحكومية « صحفيون بلا حدود » الى الضغوط التي تعرض لها الصحافيون الراغبون في التوجه الى موقع الماساة و كذا الى الدور الذي لعبته الخطوط الجوية الملكية المغربية من أجل عرقلة تحركهم.

و كان لهذه الأحداث صداها في جميع انحاء العالم بفضل الصور التي قام بالتقاطها هواة عن طريق الهواتف النقالة و ارسالها عبر شبكة الانترنت مما احدث ردود فعل قوية على الصعيد الدولي.

و دفع استنزاف الثروات المعدنية و الصيدية بالعديد من المنظمات غير الحكومية إلى دعوة الاتحاد الأوروبي إلى « تعليق » الاتفاقات الموقعة مع المغرب سيما حول الوضع المتقدم.

كما فتح ما حدث في اكديم ازيك ومدينة العيون، عيون العالم بأمريكا اللاتينية و استراليا واوربا وافريقيا ، على جوانب ظلت مخفية يلفها التعتيم ، خاصة الفقر ، التهميش والحرمان من حق تقرير المصير وفقدان ابسط شروط حرية التعبير التي تكفلها القوانين الدولية ويغالط النظام في المغرب الراي العام ازاء انتهاكاتها في الصحراء الغربية.

و هكذا طلت قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وما يرتبط بها من انتهاكات حقوق الانسان ونهب الثروات الطبيعية ، على العالم من الصحراء الغربية ، واكثر من ذلك انها كانت هذه المرة براي المراقبين  » حشوة دافعة وشرارة لانتفاضة وثورة كبيرة » عمت المنطقة المغاربية والعربية بصفة عامة

في وقت كان فيه العالم يحضر لتوديع سنة كانت حافلة بالاحداث التي وسمتها صور احراق مخيم اكديم ازيك وما وقع في العيون، كان البركان ينفجر من تونس ثم مصر لتظل تلك الصورة عالقة في وجدان الضمير العالمي كونها غير قابلة للنسيان او المحي من ذاكرة ووجدان الضمير العربي و الصحراوي بصفة خاصة كون ما حدث في اكديك ازيك نبش صور تاريخ حرب الابادة التي تعرض لها الشعب الصحراوي بقنبلة النابالم والفوسفور في ام ادريكة وامكالا والتفاريتي نهاية 1975 وبداية 1976 الفارين بجلودهم من الغزو والاجتياح العسكري، كونها جريمة ارتكبها ذات النظام في حق الشعب الصحراوي الاعزل، بحسب الملاحظين .

للتوضيح اغتالت السلطات المغربية خلال وبعد احداث مخيم اكديم ازيك 4 بالرصاص، كان اخرهم الشاب سعيد سيداحمد دمبر وقبله اغتيل الطفل الناجم الكارحي و والشابين إبراهيم الداودي وبابي الكركار ، اضافة الى اعتقال ازيد من 160 من بينهم 10 نساء ، واحيل 20 اخرين للمثول امام المحكمة العسكرية بسجن سلا بالرباط، اضافة الى 40 معتقلا يتوزعون على سجون لكحل بالعيون المحتلة، تيزنيت، ايت ملول، تارودانت، بولمهارز بمراكش، القنيظرة، عكاشة بالدار البيضاء الى جانب 4 يتمتعون باطلاق سراح مؤقت.

لقد ذكرت احداث اكديم ايزيك بأن المحاكمات « التعسفية والملفات المفبركة و الخروقات » المتواصلة لحقوق الانسان و « جدار العار » و الاحتلال الاستيطاني كلها نابعة من نظام استعماري يقوم على الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية للصحراء الغربية ولا يقيم وزنا لكرامة وحرية الانسان ليس في الصحراء الغربية بل في كل المغرب
للتوضيح اغتالت السلطات المغربية خلال وبعد احداث مخيم اكديم ازيك 5 بالرصاص، كان اخرهم الشاب ميشان محمد لمين لحبيب بمدينة الداخلة وقبله سعيد سيداحمد دمبر الذي لازل جثمانه لم يوار الثراء بمدينة العيون وقبل ذلك اغتيل الطفل الناجم الكارحي و والشابين إبراهيم الداودي وبابي الكركار على مشارف مخيم اكذيم ازيك ، اضافة الى ازيد من 160 من بينهم 10 نساء يتواجدون بالسجن لكحل بمدينة العيون في حين ينتظر 23 اخرين المثول امام المحكمة العسكرية بسجن سلا بالرباط، اضافة الى 40 معتقلا يتوزعون على سجون لكحل بالعيون المحتلة، تيزنيت، ايت ملول، تارودانت، بولمهارز بمراكش، القنيظرة، عكاشة بالدار البيضاء ، يبقى ذلك مجرد غيض من فيض .

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*