وقدم هؤلاء أمام حشد كبير من أطر الدولة الصحراوية قراءات تحليلية في فصول الكتاب، مستعرضين من جهة التجربة الأدبية للمعتقل السياسي السابق سعيد البيلال، ومن جهة أخرى العمق الدلالي الواقعي للرواية التي يتحدث فيها الكاتب عن معاناته داخل السجن.
وفي هذا الإطار تحدثت امباركة المهدي، صحفية بالتلفزيون الوطني عن فصل من فصول التجربة الذاتية التي سطرها الكاتب وخصوصا في جزء ّ أربعة أيام من العزلة » مشبهة هذا الجزء بإحدى روايات غابرييل غارسيا ماركيز، حينما يتحدث عن العزلة بأسلوب سلس ومشوق يترك القارئ يتابع الأحداث والوقائع إلى أخر كلمة، والرواية تقول أمباركة تقرب القارئ من حياة المعتقل الصحراوي داخل السجون المغربية من خلال تجربة موثقة ودقيقة.
وتحدثت أمباركة في هذا النطاق عن سعيد قبل دخوله الزنزانة، والمعارك النفسية التي خاضها مع نفسه قبل التحقيق وأثناء مكوثه في السجن، مشيرة إلى أن ذلك انعكس بشكل جلي في الرواية.
الإعلامي حمدي ميارة، تحدث من جهة أخرى عن التجربة الأدبية للكاتب وقال بأن القارئ يكتشف بين ثنايا السطور زاوج مبطن بين النضال والكتابة، وذهب الى افكار بعينها سطرها سعيد حول تجربته ذاتية وتجربة الآخرين، مبرزا قوة اللغة و العبارات والدلالة في كل الفصول، ملاحظا بأن الكاتب عمل على توثيق الحقائق دون اللجوء إلى العاطفة.
الأستاذ محمد غالي مدير قسم المسرح بوزارة الثقافة، سلط الضوء على الجوانب الفنية والأدبية في النصوص، واستعرض أهم الأفكار التي تحدث فيها الكاتب عن لحظات حاسمة ومؤثرة مرت عليه داخل السجن وقبل الاعتقال.
و تحدث غالي مرة أخرى بإسهاب عن جوانب عدة من حياة الشخصيات الذين خصص لهم الكاتب مكانا شاسعا في روايته، منبها إلى أن سعيد البيلال نأى بنفسه عن الأنا، وأعطى رفاقه في السجن فسحة ليحكي كل واحد منهم عن تجربته الخاصة برؤية شاملة وعميقة.
وخلصت النانة إلى أن الاستنتاج الذي خلص به الراوي « أن موته لم يحن بعد » حينما أوقف إضرابه عن الطعام، هو إستنتاج منطقي لأن أمثاله يجب أن لا يذهبوا بهذه السرعة والاحتلال لم ينجلي بعد .
Be the first to comment