كارلوس رويث ميغيل: لمعرفة من يقف وراء الإختطاف يجب معرفة الجهات التي ستستفيد من إضعاف الصحراويين والجزائر

اعتبر البروفيسور الإسباني، كارلوس رويث ميغيل، في حوار له مع جريدة « لاراثون » أن معرفة المستفيدين من إظهار جبهة البوليساريو والجزائر في موقف العجز عن حماية ترابهما، سيحدد من يقف حقيقية خلف اختطاف المتعاونين الإسبان والإيطالية من مخيمات اللاجئين الصحراويين.

كما اعتبر البروفيسور الإسباني أن لعبة الإرهاب والإختطافات هي لعبة الأجهزة الأمنية والدول التي تتصارع أجنداتها في المنطقة، مشيرا إلى أن فرنسا والمغرب هما المستفيدان الحقيقيان من ما حصل في المخيمات.

كما تناول البروفيسور عددا من القضايا شارحا وجهة نظره في موضوع الإختطافات، واستراتيجيات المغرب في إقحام الإرهاب كعنصر من عناصر النزاع في الصحراء الغربية.

———————
ترجمة: ماء العينين لكحل

لماذا تحصل كل هذه الإختطافات في إفريقيا؟ هل ازداد تأثير الحركات الجهادية؟

كارلوس رويث ميغيل: هناك اختطافات لأنها تجارة مربحة. أضف إلى ذلك أن الإختطاف هو ورقة للمساومة خصوصا إذا ما كان خلفه عناصر خفية تعمل لصالح الدول. إن الفكر الجهادي لا علاقة له بالموضوع، ففي اعتقادي أنه مجرد بعبع لا وجود حقيقي له. إن الخطر الجهادي هو صناعة واختراع للأجهزة الأمنية التي تخفي أمورا أخرى مثل الصراعات الجيوسياسية بين الدول، مثل حالة المغرب مثلا. ولهذا يستعمل الإرهاب لخلق وضعية انعدام استقرار داخل الدول المعادية. لهذا يجب تحليل كل الموضوع وفقا لهذه الرؤية وطرح السؤال التالي إثر أي عملية: ما هي الدول التي يمكن أن تستفيد من الحادث وما هي الدول التي تخسر بسببه؟

وهل يمكن أن يكون ازدياد الإختطافات ناتج عن الثورات العربية؟

كارلوس رويث ميغيل: كلا. لقد كثر الحديث عن الحرب في ليبيا التي مكنت « الجهاديين » من الحصول على أسلحة المتمردين وهذا يجعلنا نتساءل: من الذي دعم المتمردين؟ إنها فرنسا طبعا. هذا البلد لديه عداء مستحكم ضد الجزائر منذ سنة 1962 وحاول دائما إضعافها. ومجرد حقيقة أن الإختطاف الأخير قد حصل بمخيمات اللاجئين الصحراويين على أرض الجزائر يطرح القضية في إطارها الجيوسياسي. ربما أن مقترفي الإختطاف متطرفين، ولكن من الذي يرسم الإستراتيجيات، إنهم أناس آخرون لديهم أهداف سياسية واضحة.

وهل كون اسبانيا قد دفعت الفدية سابقا، يجعلها ضعيفة؟

– كارلوس رويث ميغيل: إن دفع الفدية يجعلنا ضعفاء فعلا، وهذا ما يجعل المختطفين أثناء البحث عن ضحايا يستهدفون الأكثر ربحا، مثل الإسبان والإيطاليين. ولقد كان أداء الفدية لتحرير المتعاونين المختطفين الإسبان في موريتانيا مثالا جد سلبي (رغم أن وسائل الإعلام « التقدمية » قد احتفلت به كنجاح لحكومة ثاباتيرو)، وعليه فإن الإسبان هم قطع تثير الشهية. من جهة أخرى، فإن استمرار الإختطافات هي وسيلة لتمرير الأموال إلى المجموعات الإرهابية التي تتبع استراتيجيات تخدم بعض الدول ضد دول أخرى. مثلا: فرنسا ضد الجزائر. هذه المجموعات تختطف رعية فرنسي وبالتالي يكون ذلك مبررا لفرنسا لإعطاء الأموال للمجموعة الخاطفة كيما تواصل تنفيذ الإستراتيجيات السياسية للبلد الذي يمنح المال.

كم يمكن أن يستمر الإختطاف؟

– كارلوس رويث ميغيل: يمكن أن يستمر لسنوات. ولكن في هذه الحالة أعتقد أن هنالك أهداف أخرى. فبالنسبة للجمهورية الصحراوية فإن وجود متعاونين أجانب بالمخيمات هي وسيلة للحصول على دخل مالي مهم وعليه فإن اختطافهم سيتسبب لا محالة في تناقص أعداد المتواجدين منهم في المخيمات وبالتالي تناقص كمية الدخل. والسؤال الوجيه هنا: هو من في مصلحته أن تحصل البوليساريو على دخل مالي أقل؟ جواب هذا السؤال هو المفتاح للفهم.

وقد أجاب الدكتور كارلوس عن أسئلة أخرى لكنها لم تنشر، وهي كالتالي:

– من إستراتيجية المغرب: إقحام معطى الإرهاب في النزاع في الصحراء الغربية.

– كارلوس رويث ميغيل: منذ فترة طويلة، يدعي المغرب أن تقارير الأمين العام للأمم المتحدة حول النزاع في الصحراء الغربية تشير إلى « الإرهاب ». ولقد قام المغرب بآلاف « العمليات » لإقحام هذا المعطى في النزاع للوصول حتى إلى « اكتشاف » مزعوم « لمخزن أسلحة » لمجموعة « إرهابية » مزعومة في أمغالا في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.

– من إستراتيجية المغرب: التشكيك في كون منطقة نفوذ الجمهورية الصحراوية آمنة.

– كارلوس رويث ميغيل: لقد أطلقت هذه الفكرة عندما اختطف « المتعاونون » الأسبان في موريتانيا في نفس الوقت الذي كان المغرب يعاني من مشاكل كبيرة نتيجة للترحيل القسري لأمينتو حيدار. في تلك اللحظة قيل أن مرتكبي الاختطاف عبروا منطقة نفوذ الجمهورية الصحراوية، لتمرير الفكرة بأن الجمهورية الصحراوية غير قادرة على تأمين ترابها جيدا. وهو ما ثبت أنه غير صحيح. والعملية الحالية تسير في نفس الطرح: إعطاء الانطباع بأن « الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو لا تؤمن بما يكفي ترابها وأنه من الأفضل أن يكون هذا التراب بيد المغرب ».

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*