إعتبر الوزير الصحراوي المكلف بأمريكا اللاتينية، الحاج أحمد، أن عدم تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) السنة الماضية إبان تفكيك مخيم أكديم إيزيك وقمع الصحراويين هناك، مثلما حدث في ليبيا، مرده حسب هؤلاء أن الصحراء الغربية « بها جمال وليس آبار النفط ».
وأبرز أحمد، في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الاسبانية (إيفي)، أحداث العملية الإجرامية المغربية التي راح ضحيتها آلاف المواطنين الصحراويين، إثر اقتحام الجيش الملكي أزيد من 20 ألف خيمة كانت تعبر عن رفض الشعب الصحراوي للإحتلال، وما تبع ذلك من مظاهرات بمدينة العيون المحتلة التي شهدت عنف وقمع من جانب السلطات المغربية.
وتحدث الدبلوماسي الصحراوي الذي يتواجد حاليا في العاصمة الكولومبية بوجوتا في إطار جولة يقوم بها إلى أمريكا اللاتينية، بشأن مطالب الصحراويين باستفتاء لتقرير المصير قائلا « المغرب يحاول ان يقنع الرأي العام العالمي بأن الصحراويين هم مغاربة .. حسنا، ليعطونا الفرصة لتقرير ذلك بشكل علني عبر استفتاء ديمقراطي ».
وأضاف، « خلال القرن الحادي والعشرين، الذي يشن فيه العالم حروبا لإقرار حقوق الإنسان وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي، لم نر أي طائرة تقلع لقصف مواقع مغربية ».
وبرر الوزير هذا الموقف العالمي بأن « الصحراء الغربية ليس بها سوى الإبل فيما تخلو من آبار النفط ».
وأوضح « ليس لدينا أي استثمارات لها ثقل في البورصات الأوروبية والعالمية. ربما يفكرون أن حياة الصحراوي ليست لديها أي أهمية مقارنة بحياة رجل أعمال كويتي ».
وكانت جبهة البوليساريو والمغرب قد اختتمتا في يوليو الماضي من هذا العام في نيويورك جولة المحادثات غير الرسمية الثامنة حول مستقبل الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، والتي لم تسفر عن شيء.
ويعود النزاع في الصحراء الغربية إلى عام 1975 عندما انسحبت القوات الإسبانية منها، وقام المغرب بإحتلال أراضيها، حيث وجد مقاومة شعبية واسعة من سكان المنطقة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وكان الحاج أحمد قد توجه إلى كولومبيا للمشاركة في جلسة تابعة للبرلمان اللاتيني، والذي اقر مؤخرا منح البرلمان الصحراوي صفة مراقب دائم.
ووصل المسؤول الصحراوي إلى كولومبيا قادما من فنزويلا، وسينتقل منها إلى الأرجنتين في إطار جولة لاتينية، الهدف منها ترسيخ أواصر الصداقة والتعاون بين الجمهورية الصحراوية وهذه البلدان.
Be the first to comment