عاد العاهل المغربي محمد السادس أول أمس إلى التحامل مجددا على الجزائر واستغلال كل الفرص المتاحة لتحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تعصف بالمملكة خاصة فيما يتعلق بالحراك الداخلي والمظاهرات المنتظمة التي يطالب فيها المغاربة منذ عدة أشهر برفع يد نظام المخزن عن الحياة السياسية وإنهاء نظام الملكية، كما عاد مرة أخرى إلى محاولة جعل الجزائر طرفا في قضية الصحراء الغربية للالتفاف على حق الشعب الصحراوي المشروع في تقرير مصيره .
وعلى غير العادة ظهر محمد السادس هذه المرة في خطابه بمناسبة مرور 36 عاما على ما يدعى في المغرب « المسيرة الخضراء »، بمظهر المدافع عن حقوق اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، وأبدى « انشغاله » من ظروف إقامة هؤلاء، في تناقض كبير مع ما أقدمت عليه قواته الأمنية منذ حوالي سنة حين اقتحمت مخيّم أكديم أيزيك بمدينة العيون المحتلة واقترفت أبشع الجرائم في حق المواطنين الصحراويين ما خلف حينها قتلى وجرحى في صفوفهم، وهو ما دفع منظمة العفو الدولية « أمنيستي » إلى المطالبة حينها بإجراء تحقيق في تلك الأحداث الدامية، حيث أشارت إلى أن اقتحام القوات المغربية للمخيّم الذي كان يضم آلاف الصحراويين الذين نزحوا إليه احتجاجا على تهميشهم وأوضاعهم الاجتماعية المزرية، قد استعملت فيه القوة المفرطة باستعمال الضرب واستخدام الغازات المسيلة للدموع ومدافع الماء الساخن لإرغامهم على الخروج من خيامهم التي تم إضرام النار بها وإزالتها بالجرافات.
Be the first to comment