الدكتور سيدي أحمد ولد أحمد سالم |
وقد بذل المحقق الدكتور سيدي أحمد ولد أحمد سالم جهدا كبيرا في إخراج النص الأصلي في شكل كامل محقق استطاع من خلاله توشيح النص بهوامشزادت زادت على أربعة آلاف وثمانمائة هامش، فتحت مغاليق النص وأنارت كل دروبه، إضافة إلى التعلريف بأعلام الأشخاص والوقائع والأماكن.
ويحظى الكتاب في ثوبه الجديد بأهمية خاصة لاعتبارات متعددة، من ضمنها
– الدكتور سيدي أحمد ولد أحمد سالم طبيعة الموضوع الذي يتناول مبحثا تاريخيا بالغ الأهمية جعل من الكتاب موسوعة أخرى » يغطي تاريخ مختلف البلاد الموريتانية بل تشمل ما يمكن أن يسمى بالمجال البيضاني الذي يضم إلى موريتانيا مناطق أزواد وتنبكتو فضلا عن الصحراء الغربية » وفق تعبير المحقق.
وتزيد أهمية الكتاب في شكله الجديد القارئ الموريتاني بمختلف طبقاته فبدلا أن يبحث القارئ عن حوليات تجگجة وما فيها من تواريخ ومناطق تگانت والرگيبة والعصابة أو حوليات تيشيت وما استوعبته من أخبار تلك المدينة وأعلامها وغير ذلك من الإشارات المفيدة والأخبار التي شملتها حوليات تيشيت والتي اعتنت بتاريخ الحوض وتگانت والعصابة، وبدل أن يتصفح القارئ تواريخ ولاتة والنعمة وما تضمنته من أخبار الحوض وأعلامه وأيامه، أو يرجع إلى الأنظام التاريخية المشهورة بمنطقة الگبلة وما فيها من تواريخ تهم منطقتي الترارزة والبراكنة وإينشيري أو يعود إلى نصوص تاريخ آدرار وتيرس واعتنائها بتاريخ الشمال الموريتاني ومنطقة الصحراء الغربية، أو يبحث هذا القارئ عن تواريخ البرابيش ومنطقة أزواد أو غير ذلك » سيجد الأمر برمته منقحا مصححا، في كتاب واحد.
لكن الكتاب ينال أهمية أكثر إذ يعتبر ثمرة جديدة تخرج للناس من تراث مؤرخ البلاد الكبير المختار ولد حامدن، وهو ما يمنح الموضوع ثقة أكبر والكتاب عمقا أوسع في الجمع والتفسير والتحليل.
على أن للكتاب جانبا آخر بالغ الأهمية ويتعلق بالمحقق الذي يعتبر أحد أهم رجالات التحقيق في البلد وأكثر المتخصصين في التاريخ الموريتاني ومصادره عمقا وحسن اختيار، بل طالما اعتبر لدى قطاعات كثيرة من أهل الثقافة والتاريخ في البلد » خليفة المختار بن حامدن »
السراج إذ تهنئ القارئ الموريتاني على صدور هذا الكتاب الجليل لتعد قراءها الكرام بقراءة أوسع في مضامينه خلال الأيام القادمة
Be the first to comment