عاد العاهل المغربي، الملك محمد السادس، ليتحامل مجددا على الجزائر، ويحملها مسؤولية فشل مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية، واتهم في خطاب وجهه إلى شعبه بمناسبة مرور 36 عاما على احتلال الصحراء الغربية (المسيرة الخضراء) بممارسة أبشع أساليب التعذيب بحق اللاجئين بقوله « إن مواطنينا في مخيمات (تندوف) مايزالون يعانون في منطقة معزولة ومغلقة من أبشع أساليب الحرمان والقمع والإهانة « .
ودعا العاهل المغربي محمد السادس إلى إقامة نظام مغاربي جديد، يراعي التحولات الواقعة على المستوى العربي، داعيا إلى اتخاذ قرارات اندماجية وتكاملية، واستثمار الفرص الجديدة المتاحة، مؤكدا في كلمة بثتها القناة الرسمية ليلة أمس الأول بمناسبة احتفالات المخزن باحتلال الصحراء الغربية بما يسمى « المسيرة الخضراء » في ذكراها الـ36 استعداد الرباط للتعامل مع أي مبادرة من أجل حل نزاع الصحراء، ملحا على تجاوب المغرب مع مبادرات المبعوث الأممي، في إطار مبادرة الحكم الذاتي، مشيرا في حديثه عن الدستور الجديد أن قضية الأقاليم ستكون نموذجا للجهوية الموسعة، مبرزا رمزية الذكرى الـ36 للمسيرة الخضراء باعتبارها نقطة تحول مطبوعة بتدشين عهد دستوري جديد يرسخ بحسب محمد السادس لروح وحدوية متميزة، مؤكدا في السياق ذاته عزم بلاده على مواصلة المسيرة المتجددة، لتوطيد الوحدة الترابية للمملكة وفي مقدمتها الأقاليم الصحراوية .
ولم يفوت « أمير المؤمنين » ذكرى احتلال الصحراء الغربية ليجدد اتهاماته للجزائر بشأن اللاجئين الصحراويين بقوله « إن مواطنينا في مخيمات (تندوف) مايزالون يعانون في منطقة معزولة ومغلقة من أبشع أساليب الحرمان والقمع والإهانة، في تنكر لكرامتهم وحقوقهم الأساسية المشروعة » وأضاف « نجدد رفضنا لهذا الوضع غير الإنساني المهين وللمناورات السياسية الدنيئة لخصوم وحدتنا الترابية الذين يتجاهلون بشكل سافر كل النداءات الدولية بما فيها دعوات مجلس الأمن الدولي، والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لإجراء إحصاء يضمن الحق الإنساني والطبيعي لإخواننا بتندوف في الحماية القانونية، وتمكينهم من كافة حقوقهم ».
وأكد محمد السادس استعداده سواء على الصعيد الثنائي، وخاصة مع الجزائر التي وصفها بالشقيقة، في إطار تجسيد جماعي لتطلعات الأجيال الحاضرة والصاعدة، إلى انبثاق نظام مغاربي جديد، يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة، ليفسح المجال للحوار والتشاور، والتكامل والتضامن والتنمية. نظام مغاربي جديد يشكل بدوله الخمس، يضيف الملك، محركا حقيقيا للوحدة العربية، وفاعلا رئيسيا في التعاون الأورو- متوسطي وفي الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء، والاندماج الإفريقي.
الشروق اونلاين / 7/11/2011
Be the first to comment