سننقل المعركة إلى داخل المغرب إذا ما تم اللجوء للخيار العسكري لتحرير الوطن
قال وزير الدفاع الصحراوي محمد الأمين البوهالي » إن الشعب الصحراوي لن ينتظر إلى الأبد استجداء الحلول السلمية وسيضطر أخيرا لاستخدام السلاح لانتزاع حريته واستقلاله..كما اتهم المخابرات المغربية والمعارض الموريتاني المصطفى والإمام الشافعي بالوقوف وراء إنشاء جماعة التوحيد والجهاد الإرهابية التي قامت باختطاف الرعايا الغربيين من داخل المخيمات الصحراوية.
تحدث وزير الدفاع في المقابلة عن عديد الجوانب المرتبطة بالقضية الصحراوية وفي ما يلي نص المقابلة
البيان الصحفي: معالي وزير الدفاع الصحراوي، نبدأ معكم بالسؤال التالي: الجبهة تخلد السنة المقبلة الذكرى الأربعين لتأسيسها هل ستكون مناسبة لاتخاذ موقف جديد من المغرب في ظل تعنت المملكة وتجاهلها لقرارات الأمم المتحدة؟
محمد الأمين البوهالي: أولا أرى أن تخليد الجبهة لذكرى مرور 40 عاما على إنشاء في رسالة قوية إلى المغرب التي كانت في البداية تسوق لفكرة أن الجبهة ليست سوى مجموعة من الرعاة، وأن الشعب الصحراوي لن يكون بمقدوره أن يقاوم مقاومة شرسة للاحتلال المغربي مثل ما حصل في الميدان، بعد أن كان ملك المغرب يصف مواجهة المقاومة الصحراوية برحلة شرب الشاي، أو جولة سياحية لا تستغرق أكثر من أسبوع، وكان يحلم بأن يقوم بالقضاء على سكان المنطقة، وهذا ما ترفضه قيم العروبة والإسلام أن يكون شخص ما يفترض أن ينتمي لهذه القيم يكون هدفه القضاء على شعب آخر وحرمانه من حقوقه في تقرير مصيره، ذنبه الوحيد أنه قاتل باستماتة لنيل استقلاله من دولة أوروبية مستعمرة.
وهكذا فإن ملك المغرب وبدل أن يدعم شعبا عربيا مسلما في وجه احتلال أوروبي، قام هو نفسه بممارسة نفس الاحتلال على هذا الشعب، ومحاولة القضاء عليه.
إذن ها هو الشعب الصحراوي بعد اربعين سنة من انطلاق كفاحه وثورته يثبت للمحتل وللعالم أنه سيبقى مناضلا من أجل حريته وكرامته. وحقيقة فإن هذه الذكرى ترمز للاستمرار وتواصل الكفاح على درب الحرية والاستقلال.
وحقيقة فإن المدة الزمنية بالفعل قد طالت ونحن في وضعية ألا حرب وألا سلم، حيث كنا نتصور أن في شهور فقط من بدء الأمم المتحدة خطة تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية سنة 1991 نستطيع تنفيذ الاستفتاء عادل ونزيه بإشراف الأمم المتحدة وننتهي من الوضع القائم ويقرر الشعب الصحراوي عندها مصيره بنفسه، ولكن قدر الله أن الأمم المتحدة لم تف بالتزاماتها ونحن نأسف لذلك لكون رمز أجماع الأمم ورمز ثقة الشعوب لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها أمام الشعوب وهذا مؤسف وفي غير متوقع ويمثل خيبة أمل بالفعل، وهو ما يعطي للشعوب المبرر لأن تتحرك اعتمادا على جهودها الخاصة لانتزاع حقوقها والوصول إلى تحرير الوطن الذي تطمح له.
ونحن تعاطينا ولا زلنا نتعاطى مع الأمم المتحدة أملا أن تجد حلا عادلا للقضية للأننا من الناحية الأخلاقية لازلنا لا نريد سحب الثقة من الأمم المتحدة مع أن الكثير منا لا يريدون ذلك ويرون أنه من الأفضل الدخول في المواجهة العسكرية لانتزاع الحقوق اعتمادا على المقولة أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها، ونحن نعلم أن الملك المغربي الحالي يعلم اعتمادا على تجربة الملك السابق حقيقة أنه لا يمكن للقوات المغربية أن تحرز انتصار على الشعب الصحراوي وقواته الباسلة مهما كان قوة وضخامة الجيش المغربي ..
ما أريد تأكيده في هذا الموضوع أن الشعب الصحراوي لا يمكنه الانتظار إلى ما لا نهاية، ولا كن ثقتنا بالأمم المتحدة رغم أن خيبة أملنا في عدم وفائها بتعهداتها – لا زلنا نأمل في الوصول إلى حل بواسطة الأمم المتحدة، من خلال تمكين الصحراوي من تقرير مصيره بطريقة نزيهة.. ومع ذلك فإن خيارا آخر يبقى مطروحا وهو الدخول في حرب ضد القوات الغازية والنظام المغربي بشكل عام إلى أن ينتهي الاحتلال
البيان الصحفي: علمنا أنه تخرجت مؤخرا دفعة جديدة من القوات الصحراوية الخاصة.. هل في ذلك رسالة معنية إلى المحتل المغربي خاصة أنه تزامن مع سحب المغرب لثقته من المبعوث الأممي؟
محمد الأمين البوهالي: نحن نعلم أن وزارة الدفاع جزء من المؤسسة العسكرية الصحراوية، ونحن نرى أن وقف أطلاق النار وحال اللاحرب واللاسلم لا يمكن أن تبرر وقف بناء القدرات العسكرية للدولة الصحراوية، فنحن نبحث دائما عن كل ما يساهم في بناء الجيش الصحراوية وتمكينه من القدرات والخبرات الضرورية لممارسة مهامه، وإعداد القوة لظروف المختلفة، وعلى هذا الأساس وزارة الدفاع دائما تعد الوحدات وتبحث لها عن الخبرات والتقنيات العالية، وهنا أشير أننا فعلا حصلنا مؤخرا على فرص لتكوين وحدات خاصة من الشباب لمواجهة احتمالات الدخول في حرب، وخطتنا العسكرية جاهزة في حالة دخولنا في حرب ، وسوف لن تكون الأراضي المغربية آمنة، وسننقل الحرب إلى داخل المملكة المغربية نفسها… بالطبع لا توجد عندنا نوايا لقتل إخواننا المغاربة أو المزيد من القتال، ولكن إذا سدت أمامنا كل الطرق والمنافذ المؤدية لتحقيق الاستقلال والحرية للشعب الصحراوي لا يوجد هناك بديل سوى الرجوع إلى الحرب، وسوف لن نرجع لحزب تقليدية بسيطة بل سنعمد إلى حرب ثقيلة وعميقة ستحول المنطقة كلها إلى نار ، وسوف يعيش المغاربة ويلات الحرب في بيوتهم كما يعيشها الشعب الصحراوي، صحيحا مشكلة الاحتلال هي مع النظام المغربي لكنه ينفذ الاحتلال بالجيش المغربي وهذا الجيش هو أبناء الشعب المغربي وبالتالي عليهم تغيير نظامهم الذي نعاني منه ليتجنبوا بأسنا.
البيان الصحفي: تدور الآن في المنطقة حرب على التهريب والإرهاب كيف تتعامل وزارة الدفاع الصحراوية مع هذا المشكل في المنطقة.
محمد الأمين البوهالي: نحن نعلم جميعا أن طبيعة شعب « البيظان » في الصحراء الغربية وفي موريتانيا وحتى الشعب الجزائري، لم نألف هذه المسلكيات الدخيلة مثل الاتجار بالمخدرات، لكننا بحكم الجوار مع هذه المنطقة المفتوحة مثلا الصحراء المالية والنيجرية التي تنشط فيها الجماعات التي تمارس تجارة المخدرات والتهريب بجميع طرقه…أصبح علينا الوعي بضرورة المشاركة في الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذه الجماعات خاصة أن تشكل البيئة المناسبة لتكوين الجماعات الإرهابية… ونحن نلاحظ مثلا دور هذه الجماعات في نقل مواجهتها إلى موريتانيا بدء من سنة 2005، ونحن نعلم أن نقل هذه الخطر إلى موريتانيا يستهدف الإخلال باستقرارها ونحن نرى أن ذلك يشكل خطرا أيضا علينا نحن خاصة في مناطقنا المحررة.. ومن الغريب أن هذا الإرهاب يتستر تحت الجهاد في سبيل الله، وهو من ذلك بعيد لأن هذه الجماعات تقوم بأعمال تخالف الشرع، ونحن نعتقد أن الجهاد المشروع هو قتال الشعب الصحراوي من أجل استقلاله لأن شعب تم الاعتداء عليه أرضه وانتهكت أعراضه، وتم مهاجمته بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة، والأسلحة المحرمة دوليا..
البيان الصحفي: هل ترى أن هناك أداة ربط بين المغرب وبعض هذه الجماعات الإرهابية؟
محمد الأمين البوهالي: معلوماتنا قبل انطلاق نشاط بعض هذه الجماعات الإرهابية أن هناك أيادي للمخابرات المغربية وحتى الفرنسية، وهناك أعتقاد أن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، كان يخطط للغط على الجزائر من المنطقة الجنوبية، ونحن نعلم أن المغرب يرى أن أي عمل عدواني ضد البوليساريو هو عمل مقبول حتى ولو كان نفذ بأيادي إرهابية، ومعلوماتنا أن المصطفى ولد الشافعي وجنرالات المخابرات المغربية هم من أشرف على تكوين وإنشاء إحدى هذه المجموعات الإرهابية، وهي جماعة « التوحيد والجهاد » لذلك لم يكن مستغربا أن تكون أول عملياتها قد نفذت ضد الشعب الصحراوي باختطاف المتضامنين الأجانب الذي كانوا يساعدون الأطفال الصحراويين، ثم تلتها ثاني عملية وهي تفجير « تمنغراست » الجزائرية، وثالث عملية هي أيضا القنصلية الجزائرية، ومن الغريب أن القنصلية الجزائرية لم يتم الاعتداء عليها من أي جماعة مسلحة أخرى سواء كانت من القاعدة أو أنصار الدين. وهذا يؤكد المعلومات أن هذه الجماعة من صنع المخابرات المغربية..
ما أريد تأكيده هنا أننا لا نريد فتح جبهة أخرى هامشية أو ثانوية ضد أي كان، نحن صراعنا الأساسي والمحوري هو مع المحتل المغربي، لكننا إذا مست كرامتنا أو تم الأعتداء علينا فإننا لن نتردد عن الدفاع عن أمننا واستقرارنا..
البيان الصحفي: ماذا عن موقفكم من سحب المغرب ثقته من مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء كريسوفر روس؟
محمد الأمين البوهالي: المغرب كان دائما هو من يقوم بهذا العمل فقد سحب الثقة أيضا من المبعوث السابق، واستقال المبعوث الذي قبل ذلك السيد جيمس بيكر أيضا بسبب تعنت المغرب، مثلما أوضح ذلك في مذكراته.. وما يهمنا نحن هنا أننا نؤكد أن البوليساريو كانت دائما متجاوبة مع كل الخطط، حتى تلك التي كان يفهم منها أن يمكن أن تشكل ضرر علينا بينما المغرب لم يستجب لأي شيء..
وبالنسبة للسيد روس عمل منذ سنوات على الملف كان يقوم بوساطات وبحث مع الأطراف كلها، ورغم ذلك لم ينجح في إيجاد حل سريع، ولكن مع ذلك فإن المنتظم الأممي يؤيد حهوده، وكذلك الدول المجاورة مثل الجزائر وموريتانيا، ونحن كذلك رغم أننا لم نلحظ تقدما كبيرا، ومع ذلك ليس عندنا يأس يبرر أن نقطع الطريق على الوسيط الأممي ما دمنا نقبل مسار الحل الأممي، أما المغاربة فيريدون أن يكون أي شخص يسعي لإيجاد حول أن يكون مرتبط بالمخزن، وهذا مستحيل لأن المحتل لا يمكن أن يملي شروطه .
البيان الصحفي: هل تدعمون جهود موريتانيا لمكافحة الإرهاب؟
محمد الأمين البوهالي: نحن نرى أن أي تهديد لأمن موريتانيا هو تهديد لأمننا نحن، ونحن كنا نأمل أن تظل موريتانيا وأراضينا نحن المحررة مناطق آمنة، لأننا لم نعتدي على أحد ولم يعتدي علينا أحد، ومن المعروف أن موريتانيا من أكثر البلدان كانت أمنا، ونحن كنا نتضرع إلى الله أن يظل هذا الأمن متواصلا، ولكن للأسف جرت الرياح بما لا نشتهي، حيث يقول الشاعر « من لا يظلم الناس يظلم ».. وتم الاعتداء على موريتانيا، وفرض عليها الدخول في معارك لم تكن ترغب فيها، ولم تكن مستعدة لها .. ونحن مع أمن موريتانيا واستقرارها ومع عدم الاعتداء عليها لأن الشعب الموريتاني هو عمق الشعب الصحراوي ويستحق أن يكون آمنا ..
البيان الصحفي: بصفتكم قائدا للجيش الصحراوي ما هي الرسالة التي توجهونا للمناطق المحتلة؟
وزير الدفاع: المناطق المحتلة هي جزء الأكبر من الوطن، وهي القوة الشعبية الصحراوية التي توجد غرب الحزام الدفاعي الذي يفصل بين الأراضي الصحراوية والذي يمتد على 2400 كلم، وهذا الشعب بدء منذ الغزو المغربي في الانتفاض والتمرد على المحتل المغربي، ونحن نعلم أن إرادة الشعب الصحراوي أن ما وجد هي ضد الاحتلال ومعادية لهيمنته وجبروته، وتكافح بشتى الوسائل من أجل الاستقلال. وهذا الشباب المتواجد داخل المناطق المحتلة هو بالنسبة لنا هو القوة التي توجد بين صفوف العدو وهذه القوة عليها أن تظل دائما تمارس مهامها النضالية فالمعركة قد تكون بالسلاح وقد تكون بطرق أخرى، ما نتفق عليه جميعا هو أنه لا يمكن أن تظل أرضنا محتلة ويظل المغرب متعنتا وهذا لا يمكن أن نقبله، طبعا نحترم المغرب كشعب تربطنا به روابط الدين، ولا نريد له إلا الخير وعليه أن يعلم أنه لم تكن هناك أي روابط إدارية في السابق بين الصحراء والمملكة المغربية وبالتالي فإن الجيش المغربي هو جيش محتل قدم من وراء الحدود ..
البيان الصحفي: نود لم تطلعنا معالي الوزير على تجربة النضالية في صفوف الجيش الصحراوي وأهم المعارك التي خضتموها ؟
محمد الأمين البوهالي :حقيقة تجارب الشعوب مع الاستعمار وحروب الاستقلال مختلفة ومتعددة، لديك مثلا الحرب الفيتنامية والثورة الكوبية وغيرها، لكن لكل شعب أن يضع بصماته وخصائصه على معركته في مواجهة المحتل، ويروض أرضه حسب تضاريسها ومعطياتها على تجربته لمواجهة المحتل، وهنا نذكر بتجربة الشعب الصحراوي في المقاومة ، ومن المعلوم أنه كان هناك اعتقاد أن الشعب الصحراوي لن يستطيع أن يقود مواجهة في بيئة كالبيئة الصحراوية كأرض جرداء وخالية من الجبال ولا يوجد فيها كثير من المياه ، ولا تصلح لحرب العصابات ، لكن التجربة أثبتت أن الشعب الصحراوي نجح في تطويع الأرض، وقيادة حرب عصابات فريدة من نوعها ضد المحتل، فالجيش المغرب في اليوم الذي عبر فيه الحدود الصحراوية الدولية سنة 1975 عبر بواسطة قوات كبيرة جدا محضرة بعدة وعتاد ثقيل وبجحافل من الجنود والآليات ضد شعب لم يكن يتوقع الغزو بهذه الشكل ولكن يتوقع أن المغرب كان يهدف لإبادة الشعب الصحراوي، ولكن عندما حصل هذا الشعب الصحراوي هب عن بكرة أبيه لمواجهة العدوان، وتمكن من تحرير ثلاثة أرباع الأراضي الصحراوية، وهذا بفضل المقاومة الصحراوية الباسلة، وهنا أذكر ببعض التجارب التي قد يختلف معي فيها بعض القادة العسكريين وهي ثلاث عوامل لنجاح المقاومة وهي : أولا إرادة التحدي عن الإنسان الصحراوي إرادة الرد على التقسيم، وثانيا تكييف الأرض مع الظروف المناسبة للمقاوم الصحراوي، أما المسألة الثالثة فهي دراسة التجربة بشكل أسرع، وتقييم المرحلة وتحديد أماكن الخطأ والصواب.
أجرى المقابلة : مولاي إبراهيم ولد مولاي أمحمد
Soyez le premier à commenter