أكد وزير خارجية تونس، السيد رفيق عبد السلام، أن الجغرافيا السياسية هي التي تفرض منطقها في تحديد السياسة الخارجية لبلاده، وعليه فإن الدائرة المغاربية ثم المتوسطية ستكون في مقدمة الاهتمامات التونسية، وإذا ما أضفنا إلى هذا، يقول السيد رفيق عبد السلام، عوامل الصلات الاجتماعية والخلفية التاريخية والروابط الثقافية والمصالح المشتركة، فإن الجزائر تبقى أقرب دول العالم إلى تونس.
ورد الوزير رفيق عبد السلام، خلال لقاء صحفي أمس بمقر إقامة السفير التونسي بالجزائر، بخصوص إمكانية تحقيق تقارب مغاربي في ظل وجود معضلة الصحراء الغربية، أن »ما نعجز عن تحقيقه مغاربيا وفي إطار سياسة مغاربية واحدة، نعالجه على مستوى ثنائي، ومشكلة الصحراء الغربية مشكلة معقدة، وأعتقد أنها مطروحة على مستوى الأمم المتحدة، وبالتالي فقد أصبحت ملفا أمميا ».
وعن العلاقات الجزائرية التونسية، قال الوزير التونسي »أؤكد لكم بأنها في أفضل حالاتها منذ استقلال البلدين، وهذا من الناحية الإستراتيجية وليس التكتيكية، وهذا لأن الأسس التي وضعت عليها، أي العلاقات، تتجاوز حسابات من يحكم تونس أو الجزائر اليوم، علاقة البلدين علاقة خصوصية بنيت على الذاكرة التاريخية والتداخل النفسي والاجتماعي والمصالح المشتركة، وبالتالي فهي ليست مرتبطة بالحكومات، وستترجم مستقبلا على أساس التطلعات المشتركة ». وضمن هذا المنظور تطرق الوزير للسياسة الجهوية المشتركة للدول المغاربية تجاه ما يجري بمنطقة الساحل، وقال إن الوضع الأمني لا يعرف تقسيمات قطرية ذاتية، والإرهاب لا يعرف ولا يعترف بالحدود، وبالتالي يفرض علينا تنسيقا محكما ومواجهة مشتركة، وهذا ما تم تبنيه من قبل كل الدول المغاربية ».
وعن الوضع داخل تونس، أكد السيد رفيق عبد السلام، بأن تونس مستقرة سياسيا استقرارا حقيقيا مبنيا على توافق بين أهم القوى الفاعلة في المجتمع التونسي، ويكفي أن معدل النمو ارتفع من واحد فاصل ثمانية تحت الصفر، خلال السنوات الأخيرة، إلى اثنين فاصل خمسة هذا العام، وأكد بأن الحركة السياحية عادت إلى مستواها الذي كانت عليه قبل الثورة. وعن وجود سلفيين، نبه إلى وجود تيار سلفي مسالم يتم التحاور معه لترشيده، ومجموعات سلفية عنيفة لا خيار أمام الحكومة إلا مواجهتها، ولا توجد دولة محترمة في العالم تتساهل مع الحركات العنيفة.
Be the first to comment