مناورة جديدة من المغرب : الرباط تريد زعزعة موريتانيا

ترجمة لمقال نشر في صحيفة Le Courrier d’Algérie
كلما وجب عليه مواجهة موعد دبلوماسي شرع المغرب في عمليات دعائية واسعة النطاق للتنصل من التزاماته، وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن.
هكذا وبعد الهزيمة الكبرى المتمثلة في قبول عودة عناصر المينورسو وبعد الإعلان عن جولة جديدة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، مصحوباً بخطة لإستئناف المفاوضات المباشرة بين المغاربة والصحراويين، المغرب يشرع في عملية دعائية واسعة النطاق دون التردد في نشر قواته على الحدود بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وموريتانيا التي لا تقبل أن يملي عليهة القصر سياستها.
لكن هذه العملية التي أطلق عليها بعض المواقع إسم « إستعادة لكويرة » سرعان ما ثبت أنها عملية إعلامية باءت بالفشل وإنعكاساتها ظهرت بالسرعة التي ظهرت بهاب في عملية « عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي ». هذه العملية الملفقة لم يكن لديها أي هدف عسكري، لكن كان لها هدف إعلامي ومرماها الحصول على مكاسب سياسية مرتبطة بالنزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو من جهة ومجلس الأمن من جهة أخرى.
« الكونفدنسيأل صحراوي »، موقع مجهول ربما يكون موجها من الرباط، والذي يبدو أنه يمارس الدعاية الرمادية تجاه المقاومة الصحراوية، كان له الأسبقية في مرافقة هذه العملية، بوصفه « جندي إعلامي وفي » لدعم أهداف النظام المغربي. إعتمد في ذلك على موقع أخر مجهول يحمل إسم « صوت الجماهير »، موقع يبدو أنه موالي للصحراويين ولكنه يفتقد للمهنية والمصادر. El-Confidencial Saharaui سمح بعد ذلك لعدة وسائط إعلامية إسبانية متعاطفة مع المخزن ومع اطماعه الاستعمارية في الصحراء الغربية بالمشاركة في هذه الحملة بذكره كمصدر واحياناً أخرى تذكر صوت الجماهير.
ولكن، أمام خيبة الأمل وخاصةً بفضل إنذارات الصحراويين والأمم المتحدة الصارمة، المغرب حاول حفظ ماء الوجه وحول الأمر إلى دعاية بالحديث عن « عملية مكافحة التهريب وتجارة المخدرات ». الامر الذي لا يصدق إذ أن المغرب هو أكبر منتج للحشيش في العالم وقد أصبحت تجارة المخدرات جزء من مؤسساته ويستعمل ارباحها لارشاء أولئك الذين يدافعون عن سياسته الإستعمارية في الصحراء الغربية. للتذكير، فإن جبهة البوليساريو نددت بقوة بهجوم الجيش المغربي على الشريط العازل الذي تم انشاؤه تحت إشراف الأمم المتحدة على اثر إتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991.
في لقاء مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، يوسف جديان اعربت جبهة البوليساريو عن سخطها الشديد « للإنتهاك المغربي الصارخ والسابق من نوعه لإتفاق وقف إطلاق النار ». فعفعة الجيش المغربي كانت موجهة كذلك لموريتانيا خاصةً بعد الاتهامات الأخيرة القاضية بأنها رفعت علمها في لكويرة الموجودة على بعد حوالي 81 كلم من الكركرات. في نفس الوقت وسائل إعلام المخزن وخاصةً تلك التي يملكها الكاتب الشخصي للملك محمد السادس، منير الماجدي، اطلقت عنانها على نواكشوط ،مستعملةً عبارات وقحة ضد الرئيس الموريتاني وهي العادات المألوفة من حكام المغرب ودعايتهم.

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*