السيد الأمين العام،
كما لا يخفى عليكم، فقد أصبحت مخيمات تندوف، منذ أكثر من أسبوعين، مسرحا لحركة احتجاجية واسعة يقودها شباب بلغ حافة اليأس نتيجة استمرار تأزم وضعه الإنساني والاجتماعي، وانسداد آفاق التغيير والانعتاق في ظل قيادة عسكرية لا تعير أي اهتمام لمطالب شباب و ساكنة تندوف .
وفي ظل أوضاع اجتماعية متردية، وظروف عيش قاسية، فقد قرر شباب تندوف، التواق إلى التغيير، الاعتماد على ذاته في إيجاد قناة لتبليغ صوته إلى المجتمع الدولي، وذلك من خلال تأسيس حركة شباب التغيير التي مافتئت تعبر، بكافة الطرق السلمية، عن انشغالاتها ومطالبها في مواجهة قيادة فاسدة تتحكم في مصير الساكنة الصحراوية ، وتتاجر بمعاناة الشباب والأطفال والشيوخ، خدمة لمصالحها الخاصة، وتنفيذا لأجندات سياسوية.
إن حركة شباب التغيير تتعرض، بسبب انعدام شروط الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي في مخيمات تندوف، لقمع ممنهج، واعتقالات بالجملة، وممارسة التهديد من طرف قوات البوليساريو التي تشن منذ سنوات حربا همجية على كل الأصوات المخالفة للنهج الديكتاتوري والمتطرف الذي تتبناه القيادة الحاكمة.
إن الشباب الصحراوي في المخيمات، الذي ينتفض اليوم، رغم التهديد والحصار، ليندد بإقصائه من مسلسل المفاوضات الجارية حول الصحراء الغربية، وليؤكد أن القيادة الحالية التي تحكم، منذ أربعة عقود، في تندوف، من دون أي مشروعية ديمقراطية أو انتخابية سليمة، تفتقد لأي تمثيلية صحيحة وحقيقية للتفاوض باسم كافة أطياف الساكنة الصحراوية، و للادعاء بأنها الناطق الشرعي والوحيد باسم المحتجزين بتندوف.
وبناء على ماسبق، فإننا نطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتمكيننا من ممارسة حقوقنا السياسية المشروعة في التظاهر و التعبير، في إطار احترام المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان واحترام الرأي الأخر، كما نطالبه بتمكين جميع التيارات التي يهمها الوصول إلى حل سياسي تفاوضي لمأزقنا الراهن، من إسماع صوتها في مسلسل المفاوضات حول الصحراء الغربية.
السيد بان كيمون
الأمين العام للأمم المتحدة
نيويورك
Be the first to comment