وقال ويكيليكس بأن المغرب قد قطع علاقته مع إيران بإيعاز من السعودية التي استغلت غضب الملك محمد السادس من نشاطات السفارة الإيرانية المعتدية على مكانته الدينية والعامدة لنشر المذهب الشيعي، وأن المغرب قد طالب من أمريكا العمل على إزاحة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، كما فضح بأن المغرب قد طالب عددا من الدول بمنع إيران من الحصول على قنبلة ذرية خوفا من أن تليها الجزائر في التوفر على هذا السلاح الفتاك.
ونسب لوزير الخارجية المغربي تأكيده، على هامش قمة جامعة الدول العربية عام 2009، عن عزم المغرب التعامل علنا مع الكيان الإسرائيل تحت غطاء الاتحاد من أجل المتوسطي الذي كانت حريصة على إخراجه للنور الدولة الفرنسية لنيكولا ساركوزي.
كما فضح ويكيليكس تصريحات لياسين المنصوري، مدير المخابرات العسكرية، كان قد وجهها لمسؤول لسيناتور أمريكي بتفضيل المغرب للاستقرار بموريتانيا عوض إشاعة جو ديمقراطي، إضافة لما تم تعميمه على الملأ من دور مغربي في تسليح العسكر بالنيجر ومساعدتها على التصدي لمتطرفين، وكذا استقبال الرباط للحاكم العسكري لغينيا بتعليمات أمريكية تمهيدا لانتقال السلطات للمدنيين.. حيث أكد المنصوري أيضا ضمن حديث مع نفس عضو مجلس الشيوخ بأن النزاع حول الصحراء مع الجزائر والبوليساريو قد ثنى المغرب عن محاصرة توسع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
كما نشر ويكيليكس نص تقرير عن زيارة القائد الأول لأفريكوم صوب المغرب العام الماضي وما شهدته من توقيع لاتفاقات مع المفتش العام للقوات المسلحة المغربية الجنرال عبد العزيز بناني، ودلت ذات الوثيقة على وجود ترخيص مغربي للطائرات العسكرية لسلاح الجو الأمريكي باختراق الأجواء المغربية ضمن عمليات حماية الساحل الإفريقي من تنظيم القاعدة واستهداف معسكراته.. واهتمت أمريكا أيضا بقضية بليرج، حيث سجل جواسيسها بأنها تمت وسط محاكمة مطبوخة نسبة لتصريحات الدبلوماسي اليهودي البلجيكي بالرباط يوهان جاكوب، حيث سطرت بأن الأحكام كانت جاهزة ومسبقة لعدم إمكانية القاضي التوصل للأحكام في 12 ساعة وفي حق 35 متهما، زيادة على خروقات شكلية مست ترجمات وثائق عرضت بالفرنسية والهولندية وأشير لمحتوياتها شفويا أثناء انعقاد الجلسات لا غير.
وينتظر أن يعمد مدير الموقع ذاته على نشر عدد من الوثائق السرية الأمريكية حول المغرب، إذ يبلغ عددها 2000 وثيقة منها 245 تقرير بخصوص مجريات الأمور بالأقليم الجنوبية الصحراوية والجدل القائم بها بين موالين للبوليساريو ووحدويين والسلطات، وهي الوثائق التي كانت موجهة لوزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين.
وقد أفلح ويكيليكس في نيل تتبع العالم بعد إثارته لأزمات دولية جراء ما يصفه ب (حماية الحقيقة)، إذ كشف تصريحات عنصرية لزعماء دول وفضائح مالية لآخرين، زيادة على دوافع مزاجية آخرين، وذلك بناء على الأداء الخفي للدبلوماسيين الأمريكان المنتشرين حول العالم.