مذكرة جوابية حول سؤال شفهي آني حول وضعية المغاربة المعتقلين بالعراق

تقدم السيد عبد الله بووانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب بسؤال شفهي آني حول وضعية المغاربة المعتقلين بالعراق، متسائلا حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها لإنصافهم وعدم تنفيذ عقوبة الإعدام في حقهم.
جوابا، أتشرف بأن أنهي إلى كريم علمكم أنه في خضم الأحداث والتحولات التي عرفتها دولة العراق الشقيق، بلغ إلى علم الوزارة أنباء حول تواجد مواطنين مغاربة معتقلين بالسجون العراقية، بتهم تتعلق في معظمها بقضايا الإرهاب.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن عدد هؤلاء المعتقلين يتراوح بين 10 و12 شخصا، مع الإشارة إلى أن مصالح الوزارة لقيت صعوبة في تحديد هوية بعضهم، وتتراوح العقوبات الصادرة في حقهم، بين السجن المحدد المدة والسجن المؤبد والإعدام ويظل المشكل مطروحا بالنسبة لظروف محاكمة إثنين آخرين (بن الصديق محمد وعبد السلام البقالي) .
و قد قامت الوزارة بعدة مساعي لتتبع وضعية المعتقلين المغاربة بالعراق، آخذة بعين الاعتبار الظروف السياسية والأمنية التي يعيشها هذا البلد، من جهة و تواجد سفارتنا المعتمدة لدى السلطات العراقية بدولة أخرى (الأردن).
وقد تكثفت مساعي الوزارة بشأن هذه الحالات، بعدما بلغ إلى علمها إقدام السلطات العراقية بتاريخ 27/10/2011 وبدون سابق إنذار، على إعدام مواطن مغربي يدعى بدر عشوري. 
وحسب آخر المعلومات المتحصل عليها، فإن مواطنا مغربيا يدعى محمد علوشن، قد يلقى نفس المصير.(يبدو أن تعجيل حكومة المالكي بتنفيذ أحكام الإعدام في حق المعتقلين العرب، بمن فيهم المغاربة، يأتي في سياق الصراع السياسي الداخلي بالعراق القائم أساسا بين الشيعة و السنة).
ويمكن إجمال مساعي الوزارة في موضوع المعتقلين المغاربة بالعراق، فيما يلي: 
1- توجيه رسائل إلى وزير الخارجية العراقي:
وجه في هذا الصدد، السيدين وزيرا الشؤون الخارجية والتعاون منذ أواخر سنة 2011 عدة رسائل إلى نظيرهما العراقي السيد هوشيار زيباري ، تم فيها التطرق على ما يلي: 
السماح بترحيل جثمان المرحوم بدر عشوري الذي أعدم بتاريخ 27/10/2011؛ 
إيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام لفائدة من صدرت في حقهم من مواطنينا؛ 
تحسين ظروف الاعتقال؛ 
موافاة الوزارة بقوائم ومعطيات محينة بأعداد وهويات المعتقلين المغاربة؛ 
الترخيص لممثل سفارتنا لدى العراق أولوفد مغربي بزيارة المعتقلين والإطلاع على أحوالهم. 
2- عقد جلسات عمل مع السفير العراقي بالرباط: 
تم عقد عدة جلسات عمل مع السفير العراقي بالرباط بمقر الوزارة وخلال هذه الاجتماعات، تم التطرق إلى الحالات التي تثير مشكل، كقضية ترحيل جثمان المرحوم بدر عشوري الذي أعدم وكذا إيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام الصادرة في حق بعض مواطنينا، إضافة إلى ملف المعتقل عبد السلام أحمد عبد السلام البقالي، الذي حكم عليه ب 8 سنوات وكان من المفترض أن يطلق سراحه في مارس 2011 ولم يتم ذلك وتمت متابعته مرة أخرى بتهمة الإرهاب، بل إنه عرض على بعض القنوات الفضائية وآثار التعذيب بادية عليه. كما تم التباحث مع الدبلوماسي العراقي حول مسألة السماح بترحيل المعتقلين لقضاء ما تبقى من عقوباتهم بأرض الوطن.
و قد تم تحقيق بعض النتائج الإيجابية، خلال هذه اللقاءات حيث تم ترحيل جثمان المرحوم بدر عشوري ليدفن بالمغرب. كما تم إلى غاية تاريخه إيقاف تنفيذ إعدامات أخرى في حق مواطنينا. 
وبالنسبة للمعتقلين المغاربة بصفة عامة، عبر السفير العراقي عن استعداده لمنح التسهيلات الضرورية لمن يرغب في زيارتهم، سواء أكان وفدا رسميا أو صحفيا أو ممثلين عن المجتمع المدني أو أفراد عائلات المعتقلين.
مساعي البعثة المغربية المعتمدة لدى العراق: 
قامت بعثتنا المعتمدة لدى العراق والكائن مقرها بعمان (الأردن) بالعديد من المساعي في شأن هؤلاء المعتقلين، بغية تحديد هويتهم والتقصي حول ظروف اعتقالهم وكانت هذه الاتصالات تتم مع السفارة العراقية بالأردن أو مع ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى العراق. 
وتبقى هذه الأخيرة هي القناة الرئيسية للتوصل بمعلومات حول المغاربة المعتقلين بالعراق، التي تتواصل بصفة مباشرة مع ذوي المعنيين بالأمر بالمغرب.
4- مخاطبة المجلس الوطني لحقوق الإنسان:
على إثر رسالة موجهة إلى وزير الخارجية العراقي ولقائين مع السفير العراقي بالرباط، وجهت الوزارة رسالة إلى رئاسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في موضوع تنظيم زيارة إلى دولة العراق للإطلاع عن كتب على أوضاع المعتقلين المغاربة بالسجون العراقية.
وقد استجاب المجلس المذكور لهذه الدعوة، حيث عبر عن استعداده للقيام بهذه الزيارة .
هذا وتجب الإشارة إلى أن عائلات المعتقلين كانوا قد عبروا غير ما مرة، عن رغبتهم في الانضمام إلى الوفد الذي سيزور دولة العراق لتفقد أحوال أبنائهم المعتقلين هناك. غير أنه لم تتم برمجة أية زيارة إلى هذا البلد بسبب الأوضاع الأمنية به و بتوصية من سفارتنا المعتمدة لدى العراق.
5- التواصل مع عائلات المعتقلين: 
قامت الوزارة، منذ توصلها بخبر اعتقال مواطنينا بالعراق بإجراء اتصالات مع ذويهم، خاصة بالنسبة الذين كانت هويتهم معروفة وعناوين أسرهم متوفرة، بل وتم استقبالهم مرات عديدة بمقر الوزارة، حيث تم الاستماع إلى ملتمساتها ونقلها إل السلطات العراقية .
وبالموازاة مع ذلك، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر ممثلها ببلدنا، تقوم بنقل أخبار هؤلاء المعتقلين إلى ذويهم بالمغرب.
وقد أسفرت كل المساعي المذكورة أعلاه عن تأجيل تنفيذ عقوبة الإعدام في حق باقي المعتقلين المغاربة الصادر في حقهم هذا الحكم.
وستواصل الوزارة تحركاتها بغية تقديم الدعم و المساعدة لهذه الفئة من مواطنينا.
Royaume du Maroc 
Ministère des Affaires Etrangères 
et de la Coopération 
Direction des Affaires Consulaires et Sociales 
إلى 
السيد السفير رئيس ديوان السيد الوزير 
الموضوع: سؤال شفهي آني حول وضعية المغاربة المعتقلين بالعراق. 
المرجع : رسالتكم عدد 69 بدون تاريخ والمتوصل بها بتاريخ 15/02/.2013
سلام تام بوجود مولانا الإمام
جوابا على رسالتكم المشار إليها في المرجع أعلاه، يشرفني أن أحيل عليكم المذكرة الجوابية التي أعدتها هذه المديرية (قسم المغاربة بالخارج) جوابا على السؤال الشفهي المومأ إليه مرجعا.
وتفضلوا بقبول فائق التقدير و الاحترام

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*