Catégorie : Non classé

  • يا جلالة الملك محمد السادس أنصفنا

    مئات الأسر أكثرهم أطفال وأرامل ومتقاعدين يناشدون ويستعطفون جلالة الملك محمد السادس من أجل إعطاء أمر جلالته الشريف لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار الذي ألم الجميع برفع اليد عن السكنيات المخزنية الإدارية الواقعة على أملاك الدولة من أجل تسهيل عملية التفويت،

    أما بالنسبة للسكنيات داخل المؤسسات أو التي يسكنها المسؤولون فلا تهم هذه الشريحة بقدر ما تهم المساكن الخارجة من المؤسسات والتي يسكنها أساتذة وهي قابلة للتفويت حسب الظهير المنظم للتفويت لا غير..

    والوزارة كانت سابقا قد خلطت الأوراق والملفات وعرضت الجميع للمحاكمة مما جعل الجميع يندد بما قامت به الحكومات السابقة ونفذته الوزارة الحالية تجاهلا للمراسيم المنظمة… ..

    والأن الوزير الحالي سد الباب وأتلف الملفات ولم يعطها اهتماما بمعنى إهمال للأسرة التعليمية..

    ويجري بهم ما يجري بالأساتذة المتدربين حاليا وغيرهم..

    الأسر واقفة حتى تلمس تدخل ملك البلاد لأن الأمر الملكي لا يرجع والنصر لامير المؤمنين

    تفويت المساكن المخزنية تعرقل

    من المعرقل؟ليس إلا وزير التربية الوطنية بالمغرب ضدا على رجال التعليم ومتجاهلا للظهير الشريف المنظم للتفويت وضوح الشمس،المساكن المذكورة خارجة عن سور المؤسسات ومبنية على أملاك الدولة ووتتوفر على شروط التفويت،

    والوزارة وعلى رأسها بلمختار خلطت الأوراق وعرضت الجميع للمحاكم بدعوى نص التفويت غير واضح،ولكن المضمون من هذا هو أن رجال التعليم والمئات منهم يتعرضون حاليا للمحاكم ومنهم من طرد بالقوة العمومية ولا سكن له في جو تشرئب له النفوس ..

    المهم عرض الجميع إلى الشارع دون اعتبار..وزارة الفلاحة بالخصوص تشكر بدأت في رفع اليد عن هذه السكنيات وشرع موظفوها في التفويت نموذجا الحي الإداري بأولاد افرج الجديدة،علما أن سكنيات المعلمين مجاورة لها تماما وهذا حيف كبير..

    والجميع يرفع نداءه لجلالة الملك محمد السادس للتدخل فأمر جلالته لا يرجع من أجل دعم تفويت السكنيات المخزنية الإدارية لقاطنيها

    لمن نشتكي بعد وزارة التربية الوطنية المغربية

    لقد أنهينا جميع الطرق بوزارة التربية الوطنية »مسألة بيع مساكن الدولة »نعم السكن الإداري..

    الوزير ليس له لا ناقة ولا جمل في هذه السكنيات هي مبنية عللى أرض الدولة وداخل المدن والفيلاجات تقريبا مثلها مثل المدن..وليس أن رجل التعليم محتاج أن يسكن في سكن داخل المدينة ..المشكل هذه المسكن رممها وأصلحها  قاطنوها مدة طويلة وهناك مرسوم واضح منظم للتفويت لكن وزير التربية الوطنية بالمغرب يحكي الكثير أنه يعجبه عرض رجال التعليم المتقاعدين والأرامل بالمحاكم للإفراغ بالقوة العمومية..

    المحكمة لما يصلها   شكاية الوزير بناء على إحصائيات مغلوطة من النيابات والأكاديميات بدعوى أنها داخل المؤسسات يحكم بالإفراغ بناء على موضوع الشكاية من الوزير فيفرغ بالقوة العمومية  في جو رهيب بل منهم من يحمل إلى مصالح الدرك أو الشرطة للإفراغ بالقوة ولا يهمهم المريض أو الأرملة أو الذي لا يملك سكنا المهم الشارع وهذا وقع ويقع مرارا..

    وللتوضيح لماذا نجد هذا الإسم مكتوب في  المحاضر المتهم الفلاني ضد الدولة المغربية ممثلة بوزير التربية الوطنية ورئيس الحكومة…

    أليست هذه مدلة..لذلك يرفع المتضررون نداءهم إلى السدة العالية بالله الملك محمد السادس نصره الله لينصفهم من أجل أن يرفع وزير التربية الوطنية اليد من أجل أن تسهل عملية التفويت بأثمان رمزية  مثلها مثل باقي السكنيات المخزنية التي تم بيعها بالوزارات الأخرى..إضافة ومن أجل التوضيح وزارة الفلاحة رفعت اليد عن مساكن موظفيها وهي في طريق التفويت..

    أما رجال التعليم كأنهم لا شيء عند البعض لذلك وكاستعطاف من أمير المؤمنين هذه رسالة مرفوعة لجلالته من أجل الإنصاف ودعم هذه الشريحة الواسعة من أجل اقتناء هذه المساكن الإدارية طالبين لجلالته الحفظ والنصر

    لمن نشتكي بعد وزارة التربية الوطنية المغربية

    لقد أنهينا جميع الطرق بوزارة التربية الوطنية »مسألة بيع مساكن الدولة »نعم السكن الإداري..الوزير ليس له لا ناقة ولا جمل في هذه السكنيات هي مبنية عللى أرض الدولة وداخل المدن والفيلاجات تقريبا مثلها مثل المدن..وليس أن رجل التعليم محتاج أن يسكن في سكن داخل المدينة ..

    المشكل هذه المسكن رممها وأصلحها  قاطنوها مدة طويلة وهناك مرسوم واضح منظم للتفويت لكن وزير التربية الوطنية بالمغرب يحكي الكثير أنه يعجبه عرض رجال التعليم المتقاعدين والأرامل بالمحاكم للإفراغ بالقوة العمومية..المحكمة لما يصلها   شكاية الوزير بناء على إحصائيات مغلوطة من النيابات والأكاديميات بدعوى أنها داخل المؤسسات يحكم بالإفراغ بناء على موضوع الشكاية من الوزير فيفرغ بالقوة العمومية  في جو رهيب بل منهم من يحمل إلى مصالح الدرك أو الشرطة للإفراغ بالقوة ولا يهمهم المريض أو الأرملة أو الذي لا يملك سكنا المهم الشارع وهذا وقع ويقع مرارا..وللتوضيح لماذا نجد هذا الإسم مكتوب في  المحاضر المتهم الفلاني ضد الدولة المغربية ممثلة بوزير التربية الوطنية ورئيس الحكومة…أليست هذه مدلة..

    لذلك يرفع المتضررون نداءهم إلى السدة العالية بالله الملك محمد السادس نصره الله لينصفهم من أجل أن يرفع وزير التربية الوطنية اليد من أجل أن تسهل عملية التفويت بأثمان رمزية  مثلها مثل باقي السكنيات المخزنية التي تم بيعها بالوزارات الأخرى..إضافة ومن أجل التوضيح وزارة الفلاحة رفعت اليد عن مساكن موظفيها وهي في طريق التفويت..

    أما رجال التعليم كأنهم لا شيء عند البعض لذلك وكاستعطاف من أمير المؤمنين هذه رسالة مرفوعة لجلالته من أجل الإنصاف ودعم هذه الشريحة الواسعة من أجل اقتناء هذه المساكن الإدارية طالبين لجلالته الحفظ والنصر

    المصدر

  • فن المخزن و فن الغلام

    فن المخزن و فن الغلام

    أحمد الفراكنشر في مرايا برس يوم 13 – 09 – 2010

    فن المخزن
    دولة المخزن تِنِّين قدِر – حسب توماس هوبز- أينما تململ أفسد، وكلما دخل إلى قرية إلا وقال له الفساد خُذني معك. أفسد التعليم والإعلام والقضاء والصحة والمال والسياسة والرياضة والمسجد والبادية والمدينة… وكذلك الفن. حيث ما وُجد فساد منظم وخطير إلا ووراءه تخطيط دار المخزن. هذا من الثوابت. وتذكَّر إن شئت من يحمي حِمى المخدرات والخمور والدعارة، ومن يُحصِّن المافيات وعصابات الاختطاف والتعذيب والقتل! وتفكَّر فيمن مكَّن المجرمين الكبار من مؤسسات الشَّعب حتى قتلوا فيها روح النزاهة والجدية والمروءة والوطنية! وانظر ما فُعِل بالنقابات والجمعيات والأحزاب كيف أُفرغت من جوهرها لتُمسي بوقا للتضليل! واقرأ ما نُشِر حول تمويل سهرات العبث والمجون من مال الشعب المُفَقَّر، « حيث كانت ميزانية هذه الأفراح تقتطع من الأموال المرصودة أصلا لتوفر بها الجماعات المحلية حاجيات السكان الأساسية » (1) ، لترى أموال المسلمين تصرف في شراء ذمم الفنانين والشعراء والمثقفين لمدح الحكام بالألقاب الكبيرة وترويج السفالة في صورة البطولة.

    هذا هو فن المخزن الأصيل، أما ما تبقى فهو مادة للتسويق، وأوهام صالحة للاستعمال، وتتفاضل بتفاضل أدائها للدور المحدَّد لها، فقد تكون عيَْطة البلاط مفضلة بالأمس وقد يصبح « الرَّايْ » و »الرُّوك » هو الأفضل اليوم.

    أما الفن الحر، والرِّسالي، الذي يُذكِّر بالله ويتغنى بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي لا يُقَوْلَبْ في قالب مخزني فهو محارَب ومتهَم.

    فن الغلام

    هذا ما وقع للفنان العالمي رشيد غلام منذ اليوم الذي امتنع فيه أن يشتغل خَمَّاساً عند الحُكام وصرَّح بضرورة تعالي الفن عن رغبات السلطة بقوله : »ففنِّي يخلو من السياسة ومن الخطاب الإيديولوجي، والفن أرقى من المتغيرات السياسية ويرتبط بصيرورة البشرية عموما. أنا أتكلم فقط في الحب الإلهي والحب النبوي » (2)، إذ يتعرض لتضييق منقطع النظير؛ محاصرة بيته، مراقبة تحركاته، التصنت على مكالماته، مساومته من طرف كبار المسؤولين في البلاد، تهديده بالاغتيال، عرقلة أشغاله…وأخيرا تم اختطافه من وسط مدينة البيضاء يوم الأحد 25 مارس2007، وتعذيبه بطرائق مختلفة و جد قاسية بإحدى الغابات، بعدما جُرِّد من جميع ملابسه، ولما بلغ منه الجهد حمله الذين تصالحت معهم لجنة « الإنصاف والمصالحة » مُسرِعين حتى رموه في « شقة مُعدة للدعارة » بمدينة الجديدة! ولفقوا سيناريو التضليل وبيتوا التهمة بليل، وقالوا: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}الشعراء19 بنِعَم المخزن. وقدموه للمحاكمة يوم الجمعة 30 مارس 2007 لتحكم عليه ابتدائية الجديدة في منتصف الليل بالسجن لمدة شهر نافذ! والتهمة هي التحريض على الفساد!!

    فهل له بصيصُ عقلٍ من يصدِّق هذه الحكاية البليدة؟ وإلا كيف أن الأستاذ رشيد غلام -وهو يُعِد لإحياء ليلة المولد النبوي في القاهرة- خرج من بيته بالبيضاء ليطير إلى مزبلةٍ قدرةٍ لا يرتادها إلا « الشَّمْكارة »؟ وإن كانت تحميها السلطات.

    أليس مَن صنع المؤامرة هو نفسه الذي يخطف الناس من بيوتهم ويدفنهم أحياء تحث الأرض أو يرميهم في معتقلات تازمامرت وقلعة مكونة ودار المقري…؟؟

    أليس من يُنكر اليوم هو من أنكر البارحة وجود أية معتقلات سرية في المغرب؟؟

    …وكيف حضرت السلطة بسرعة البرق الخاطف إلى عين المكان وهي التي لا تكاد تتململ حتى ولو وقع زلزال في الحسيمة أو مات عشرات الأطفال في خنيفرة؟ وبأمر من النيابة العامة!!! ووكالة المخزن العربي للإدعاء؟

    كيف يُسرع القضاء في الحكم؟ ويرفض إجراء حتى الخبرة الطبية أو المتابعة في حالة سراح؟؟

    ولماذا لم تفعل السلطات شيئا مع الخنزير البلجيكي الذي هتك الأعراض في أكادير ووجدة والبيضاء شهورا عديدة؟؟

    « فهل يحقُّ للدولة أن تمنع {رشيد غلام}، وتقول بأنها دولة مسلمة، في حين لا تمنع تجمعاتٍ عن الأفعال القبيحة، ولا تمنع السهرات، والتي تكون بشكل مياوم، بل قد توفر لها الأمن والحماية، بل تنعشها من باب إنعاش الاقتصاد وإنعاش السياحة الجنسية؟ »

    « إن كانت مشقتكم واحدة فإن ربحكم ألف إن شاء الله »

    يظن الظالمون أن الأساليب الخِسِّيسة: السجن، التشنيع، الاختطاف، التعذيب،… تثني الصادقين عن قول الحق وفضح الباطل، وتلجم الدعاة عن التصدي لغطرسة الحكام. وينسون أن المحنة تنقلب بإذن الله إلى مِنحة ربانية تمحِّص القلوب، وترفع الذِّكر، وتُقوي الشوكة، وتُمتِّن الدين، وتُعجل النصر، واقرأ سير الأنبياء الكرام عليهم السلام لتأخذ العبرة، وتدبر قول الحق جل وعلا: {ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:1-3).

    فكلٌّ يُبتلى على حسب دينه، كلما زاد إيمانه كلما كبر ابتلاؤه، سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرَّجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد صلابة وإن كان في دينه رِقَّة خُفف عنه، ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ماله خطيئة »( 3). قال صلى الله عليه وسلم: « إن من أشدِّ الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يَلُونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم »(4 )

    لهذا ف »إن الله قَرَن البلاء بالولاية كيلا تُدَّعَى » كما قال الجيلاني رحمه الله، فلا اصطفاء من غير ابتلاء، وإذا أحب الله عبدا ابتلاه. والابتلاء هو الذي يميز الضعيف من القوي، والصادق من المُدعي.

    السجن ضريبة الحرية، أداها كلُّ حرٍّ أبيٍّ في تاريخ البشرية، والابتلاء مدرسة نبوية تربى فيها كل رسول ونبي وكل مُخلصٍ وولِي. وأُذكر نفسي وإياك بسير سادتنا العلماء: مالك والنُّعمان وابن إدريس وابن حنبل وابن جبير وابن تيمية وعز الدين والبنا والقطب وياسين…

    أخي رشيد لقد أضفت إلى صيتك مالا تملك أن تدركه بصوتك

    أخي رشيد زادكم الله رشدا وكمالا ولَ « إن كانت مشقتكم واحدة فإن ربحكم ألف إن شاء الله » كما يقول بديع زمانه سعيد النورسي، وهو الذي سبقك رحمه الله في الابتلاء.

    أخي رشيد: ما عند الله خير مما عند المخزن وقديما قال فيلسوف المطرقة: « الأفكار العظيمة هي التي نسقيها بدمائنا »، والمبادئ الصادقة هي التي تزداد رسوخا بعد الابتلاء. نسأل الله التبات وحسن الخاتمة.

    ثم ماذا بعد؟

    ها أنتم هؤلاء منعتم مجالس النصيحة، وشمَّعتم البيوت، وحاكمتم الأبرياء، واعتقلتم العلماء، وأوقفتم الأئمة، وأهنتم الدعاة، وطردتم الطلبة، وحاصرتم الجامعات، وكسَّرتم العظام، وأكلتم أموال الأيتام، ولفقتم التهم الباطلة، وتواطأتم على الظلم.

    ها أنتم قد أوصلتمونا إلى الفشل؛ جوَّعتم شعبنا، ونشرتم البؤس في أمتنا، وأنتجتم اليأس في شبابنا، وقتلتم الأطفال الرضع، وأهملتم البادية وميَّعتم المدينة. فأي مستقبل ينتظركم؟

    « إن القوة لا تصنع حقا، وإننا لسنا ملزَمين بالطاعة إلا لما هو شرعي » (روسو)، وكل استعباد باسم الحق فهو باطل. وما يبنى عليه فهو باطل أيضا. والظلم آيل للأفول، والعاقل من يصدع بالحق ويجأر بِ: {لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}.

    المصدر

  • المخزن تحت مجهر البحث الأكاديمي

    « منطق رجالات المخزن وأوهام الأصوليين » لمحمد العمري

    امبارك امرابط نشر في أخبار اليوم يوم 02 – 03 – 2010

    قال عبد الصمد بلكبير، القيادي اليساري، إن المؤسسة التي تحكم المغرب هي « مديرية الشؤون العامة

    (DAG) بوزارة الداخلية، موضحا أنها المقصودة بمفهوم « الحزب السري ». وأضاف عبد الصمد بلكبير، خلال لقاء نظمه الحزب الاشتراكي الموحد حول كتاب « منطق رجال المخزن وأوهام الأصوليين » لمحمد العمري، أن « لادياجي »، التي أسسها الماريشال ليوطي وقواها المقيم العام « ألفونس جوان »، هي التي « تصنع الأحزاب والنقابات والجمعيات.. وحتى الصحف »، مذكرا بأن إدريس البصري نفسه « خريج هذه المؤسسة ».

    وقال بلكبير، وهو كذلك أستاذ جامعي بكلية الآداب بمراكش، في معرض ملاحظاته حول هذا الإصدار، الذي تناول الوضع السياسي في المغرب، إن الاختلاف بين عهد الحسن الثاني وعهد محمد السادس يكمن أساسا في كون الدولة كانت تتحكم، في العهد السابق، في الساحة السياسية عن طريق « تفكيك الأحزاب » وتشتيتها، ولعب الملك دور ضابط التوازن بين مختلف هذه المكونات. أما في العهد الحالي، فقد دخلت الدولة « عهد التجميع » عبر « البام »، مستلهمة، في نظره، « النموذجين المصري والتونسي ». وتابع بلكبير موضحا فكرته أن النظام يراهن على تجميع الأحزاب الكبرى في « حزب عريض لا هوية له »، مشبها ذلك ب »كتلة تاريخية مقلوبة ». وعبر بلكبير عن اعتقاده بأن السلطة تسعى إلى جعل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية « عمودا فقريا لهذا الحزب العريض ».

    وانتقد بلكبير، الذي كان من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي اندمج في الاتحاد الاشتراكي، عددا من جوانب الكتاب، وخاصة طريقة تناوله لمسار عبد الهادي بوطالب. وإذا كان المؤلف يعتبره من أعمدة رجالات المخزن، فإن بلكبير يصفه ب »السلفي الحداثي ».
    من جهته، اعتبر محمد الساسي، نائب الأمين العام للاشتراكي الموحد، الكتاب « وثيقة ضد محو الذاكرة » لما يتضمنه من سرد للأحداث، مبرزا أنه يؤكد على أن المخزن « بنية » تقوم على ثلاث ركائز:

    القصر، أي الملك والحاشية؛ ثم « قوة الضغط والجباية »؛ وثالثا: « قوة التبرير والتخدير »، وتتمثل الأولى في الفقهاء، بينما تتجلى الثانية في مثقفي السلطة.

    بالمقابل تساءل الساسي، وهو كذلك أستاذ جامعي في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس، عن سبب غياب أي إشارة إلى الليبراليين في الكتاب الذي يعني بالحداثة، أساسا، قوى اليسار. كما آخذ المؤلفَ على عدم الإشارة، عند الحديث عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، إلى تلك المقترفة بعد 16 ماي 2003، والتي اعتبرها الساسي « أفظع » من تلك التي ارتكبت في الستينيات والسبعينيات والتي تناولها الكتاب.

    أما مراد الزوين، الأستاذ الجامعي بكلية الآداب التابعة لجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، فأشار إلى أن محمد العمري يعتبر أن « كل رجالات » المخزن « مخصيون فكريا »، كما يشدد على أن المخزن لا يتوانى في « استغلال المقدس لتقزيم القوى الديمقراطية ».

    ولكن مراد الزوين انتقد الكتاب ل »غياب رؤية مستقبلية واضحة تكون محركا للحداثة وفكرة الديمقراطية »، كما يؤاخذ المؤلف على انتهاجه نوعا من التفضيل الضمني لعهد محمد السادس على عهد الحسن الثاني، متسائلا: « هل مات المخزن مع موت الحسن الثاني؟ ».

    من ناحيته، قال الطيب بياض، الأستاذ في كلية الآداب عين الشق بالدار البيضاء، إن كتاب « منطق رجال المخزن وأوهام الأصوليين » يعتبر « قراءة بها كثير من الجرأة للواقع المغربي »، مبرزا أن الكاتب وظف تخصصه في البلاغة والخطاب ليمنح المكتبة المغربية تحليلا عميقا للواقع المغربي.

    وأورد بياض العديد من المعطيات حول الأصولية ببلادنا، وركز، بالخصوص، على العدد الكبير للمدارس العتيقة بالمغرب الذي يفوق نظيره بباكستان، رغم كل ما يقال عن مدارس هذه البلاد التي أنتجت طالبان، ومازال يتخرج منها العديد من المتطرفين. فالمغرب يضم، حسب الكتاب، 16 ألف مدرسة عتيقة يصل عدد طلبتها إلى حوالي 300 ألف طالب، بينما يبلغ عددها في باكستان نحو 15 ألف مدرسة.

    المصدر

  • صناعة النخب في نظام دولة المخزن التي يسود فيها الملك و يحكم

    إبراهيم بن بريكنشر في شورى بريس يوم 24 – 03 – 2018

    6 طرق أمام الراغبين في وُلوج عالم « المخزن » -النخبة الحاكمة في المغرب-التي تحمل مفاتيح القرار في المملكة العتيدة، تبدأ من الصداقة والزمالة الدراسية الملكية، مروراً بالمال، الأصل النبيل، وأحياناً المعارضة الشرسة، وصولاً إلى مصاهرة النخبة، والدين.

    لا أحد يمكنه وُلوج النادي المخملي ل »المخزن » من دون أن يمر عبر »فلترات » لا تتغير حتى لو تبدل الحاكم. « العربي الجديد » تكشف أسرار صناعة النخبة الملكية المغربية، وتعرض خباياها في التحقيق التالي…

    الصداقة والزمالة الملكية

    المدرسة المولوية » معهد علمي تربوي غير عادي، يقبع داخل القصر الملكي المغربي في » الرباط، أنشئت المدرسة العتيدة في عام 1942 لتقوم بمهمات تعليمية وتربوية لولي العهد وباقي الأمراء والأميرات، تعد المصنع الأول لنخبة المغرب.

     »
    « المدرسة المولوية » معهد علمي تربوي غير عادي يقبع داخل القصر الملكي المغربي في الرباط ومنوط به صناعة نخبة النخبة
     »
    المدرسة وإن كان يدرس فيها ولي العهد والأمراء، فإنها تستقبل أيضا أبناء بعض رجال الدولة النافذين، وأحيانا ثلة قليلة من المتفوقين في المدارس العمومية المغربية بما جعل منها أوسع وسائل الدخول إلى عالم النخبة الملكية والمناصب الادارية العليا في المملكة المغربية.

    بعد وفاة الملك الحسن الثاني، عام 1999، تولى ابنه محمد السادس الحكم، لم ينتظر وارث العرش الجديد طويلاً، إذ وزع زملاءه في « المدرسة المولوية »، على أبرز المناصب الحساسة في الدولة، في حين تبوأ بقية الأصدقاء أكبر المناصب العمومية في الدولة، مثل فؤاد عالي الهمة وزير الداخلية السابق ومحمد رشدي الشرايبي أحد مستشاريه الخاصين وحسن أوريد الناطق باسم القصر سابقاً ووالي منطقة مكناس، ومنير الماجيدي الذي تولى تدبير أموال المملكة.
    المال والأصل النبيل

    في كتابه المثير للجدل « أمير المؤمنين »، شرّح الباحث الأميركي، جون وتربوري، أسرار الحياة السياسية في المغرب وسر الوصول إلى السلطة والتقلبات التي طرأت على الحكم قبل وبعد الاستقلال، واعتبر وتربوري أن « المخزن والمال والأصل النبيل » هي مفاتيح الوصول إلى السلطة في المغرب.

    « اللقب في المغرب هو ثروة ورأسمال يحافظ عليه « الشرفاء » (أحفاد الرسول) فهو موروث ولا يمكن أن يضيع، وطالما ظلت روح دينية تسود المغرب يحظى الشريف بنوع من الاعتباروالتأثير » يقول الباحث الأميركي.

    عبد الرحيم العطري، الخبير السوسيولوجي، قال ل »العربي الجديد »: الانتماء العائلي في المغرب أحد المنافذ الأساسية للوصول إلى النخبة الملكية »، مضيفاً، أن الطبقة المخملية لا تعتمد فقط على الانتماء العائلي وحده من دون الكفاءة، إذ تجمع بين المستوى التعليمي المرتفع والكفاءات التقنية والأصل الاجتماعي اللائق.

     »
    الباحث الجامعي المغربي موحا حجار: ما يزيد عن 90% من كبار المديرين في المغرب هم خريجو مدارس فرنسا »

    يدعم الرأي السابق حقيقة أن طبقة المال والثراء في المغرب والطبقة المحسوبة على الأرستقراطية الحاكمة ترسل أبناءها إلى مدارس البعثات الأجنبية، خاصة الفرنسية لتضمن مستوى تعليمياً مرتفعاً لهم يدعم ولوجهم المربع الملكي « المخزن » بسهولة.

    الباحث الجامعي المغربي، موحا حجار، أنجز دراسة علمية مرقمة للسياسة التعليمية لمدارس البعثة الفرنسية في المغرب منذ عام 1956إلى 2004، خلصت دراسته الى أن ما يزيد عن 90% من كبار المديرين في المغرب هم خريجو مدارس فرنسا.

    يقول حجار ل »العربي الجديد » إن « 200 عائلة بالضبط تحتكر تعليم أبنائها في مدارس البعثة الفرنسية منذ استقلال المغرب إلى اليوم، وكلها عائلات برجوازية من مدن فاس والرباط وسلا »، مردفاً: نعم هناك عائلات شعبية اخترقت هذا الفضاء، لكن عددها يبقى ضعيفاً.

    وتبقى العائلات، التي تحتكر مدارس البعثات الأجنبية في المغرب، هي التي تحتكر أيضا مراكز القرار السياسي والمالي في البلاد ، فجل الأسماء المترددة في المجالس الإدارية للمؤسسات الاقتصادية والمالية والأحزاب السياسية التاريخية تنتمي إلى هذه الشبكة.

    مصاهرة النخبة

    « أهم الأدوات الاجتماعية التي تعتمد عليها النخب المغربية في الوصول إلى مراكز القرار في المملكة، هي مصاهرة الأسرة الحاكمة أو الأسر ذات الصلة بالمخزن » يقول الباحث والخبير السوسيولوجي، عبد الرحيم العطري.

    ويثبت العطري حديثه بالقول: إن من بين 339 رجل سلطة مخزنياً تتراوح أعمارهم بين 30 و 70 عاماً في المغرب، يتحدرون من 50 عائلة فاحشة الثراء، فقط 15 % هم الذين تزوجوا من خارج الاتحادات العائلية والعرقية النخبوية. »

    200 عائلة تحتكر تعليم أبنائها في مدارس البعثة الفرنسية منذ استقلال المغرب من مدن فاس والرباط وسلا »

    من جهته يؤكد الباحث الأميركي، ووتربوري، بأن المصاهرات تكتيك نخبوي قديم لا يزال رائجاً في المغرب للمحافظة على ثروة الأسرة ونقاوة دم السلالة، كما أنه طريقة معتمدة داخل البرجوازية التجارية لتدعيم الثروة، أما الأوليغارشية الحاكمة فتوظف الأمر لتوطيد وراثة الوظائف الكبيرة داخل الدولة.

    ويتابع ووتربوري في كتابه « أمير المؤمنين » إن العائلات الشريفة في المغرب تتجنب الزواج المختلط، « إنهم يرفضون نسب غير الشرفاء » يستدرك ووتربوري في حديثه « لكن لا يتردد بعضهم (الشرفاء) سعياً وراء استرجاع أمجادهم في بيع لقبهم ومصاهرة عائلات غير شريفة ».

    المعارضة الشرسة

    أهم وسيلة تعتمد عليها الطبقات الشعبية للوصول إلى النخبة، ومراكز القرار في المغرب هي النضال داخل الأحزاب السياسية والنقابات، فالطريقة الوحيدة لجلوس أبناء هذه الطبقات مع أبناء النخب، الذين توارثوا السلطة والمال في المغرب هي « المعارضة الشرسة » يقول المحلل السياسي المغربي، إدريس لكريني، إن « المنافذ التقليدية للتنخيب في المغرب تغيرت قبل موجة الربيع العربي وبعدها »، مضيفاً ل »العربي الجديد »أن « النخب السياسية في العديد من المجتمعات التي تعاني من ويلات التسلط تضع شروطاً تعجيزية للالتحاق بصفوفها ».

    ويشير إلى وجود تيارات نضالية جديدة تعتمد على المعارضة الشرسة، إما داخل الأحزاب أو المجتمع المدني للوصول إلى السلطة ومصدر القرار.

    339 رجل سلطة مخزنياً من 50 عائلة فاحشة الثراء، فقط 15 % منهم تزوجوا من خارج الاتحادات العائلية والنخبوية
     »
    ويجمل لكريني أدوات الوصول إلى القمة في المغرب في « الأصل النبيل » والإمكانيات المالية » والحصول على « الرضا المخزني »، في حين يظل عامل الكفاءة ثانوياً.

    ويضيف « أن يكون المرء وزيراً في النسق المغربي، فذلك يعني مروراً مفترضاً عبر عدد من القنوات، ويعني كذلك حيازة أكيدة لعدد من الرساميل المفتوحة على الجاه والأصل النبيل والمصاهرة، بالإضافة إلى آلية الانتخابات المزورة أحياناً ».

    بيد أن مؤلف كتاب « أمير المؤمنين » يرى أن السياسي في المغرب يعتبر الأحزاب السياسية بمثابة بدلة يرتديها المرء أو يخلعها حسب الظروف والمناسبات، »تغدو الأحزاب والنقابات للمغربي المنخرط فيها تجمعات مصلحية ولا ترتبط بأي برنامج سياسي، إنها موجودة لتقربه من الحكومة المركزية وإذا عجزت عن ذلك ينبذها تماماً » يقول وتربوري .

    المدخل الديني

    يُعتبر الملك قطب الرحى داخل النخبة السياسية المغربية، فهو رئيس الدولة، وسليل ذرية الرسول، وهو رأس الهرم الديني في المغرب، إنه  » أمير المؤمنين وحامي حمى الوطن والدين »، وفق الدستور المغربي.

    أحاط الملك نفسه بنخبة دينية من الأتباع المخلصين إذ قيّد الإفتاء وأسس مجلساً للعلماء وقرب الزوايا الصوفية، فيما تقوم الزوايا الصوفية بإضفاء الشرعية الدينية على الملك كل عام خلال مراسيم البيعة، ومن هنا يعد المدخل الديني للنخبة من أهم طرق الولوج الى عالم المربع الملكي المخزني.

    « يرتكز سلوك الملك أيضاً على قاعدة شرعنة الإسلام الشعبي وضمان استمراره ويندرج في الأمر الشرفاء والصالحون والزهاد وشيوخ الزوايا والقيّمون على الأضرحة الكبرى » يقول العطري في كتابه « صناعة النخبة » لكن الانضباط التام للإملاءات الرسمية والبعد عن الانشغالات السياسية يعدان أبرز شرطين للقبول داخل النخبة الدينية المحيطة بالملك الذي يعد أعلى هرم السلطة الدينية.

    المصدر

  • هكذا تسبّبت ديون المخزن في إدخال الاستعمار إلى المغرب

    قام بتسهيلها مجموعة وكلاء تجاريين وبعض النافذين في القصر

    نشر في المساء يوم 16 – 09 – 2013

    «ليس لنا إلا مصلحة واحدة وهي أن يشتد ارتباط السلطان بنا. إن نتائج القرض السياسية تعلو في نظرنا على أي اعتبار آخر، فلا عبرة بالوسيط إلا من جهة نجاعته»، هكذا خاطب وزير
    خارجية الجمهورية الفرنسية رجل الأعمال شنيدر في مذكرته المؤرخة بتاريخ 17 نونبر 1902.
    هذا القرض وغيره من الديون، سوف تستدرج المغرب صوب هيمنة القوى الاستعمارية الكبرى، إذ لعبت الديون الأجنبية للمغرب في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر دورا مركزيا في التوغل الاستعماري، وهكذا فمنذ سنة 1860، بمناسبة الاحتلال الإسباني لمدينة تطوان الذي دام سنتين، لعبت البنوك الأجنبية، ولأول مرة، وعلى رأسها البريطانية دورا سياسيا حاسما في تعزيز النفوذ الأجنبي بالمغرب، فتحت ضغط بريطانيا سحبت إسبانيا قوتها من تطوان، على أن يدفع المغرب لها تعويضات باهظة، قدمتها له بنوك بريطانيا مقابل السماح لها بمراقبة العائدات الجمركية، لتفقد الدولة أحد مظاهر سيادتها الاقتصادية والسياسية، وبالتالي وقعت في شرك الديون الأجنبية التي سوف تقودها إلى الحماية سنة 1912.

    يمكن اعتبار أول قرض مغربي من الخارج، بمثابة نذير لغزو أوربي مبني على الرأسمال المالي. وإذا كانت سنة 1861 لم تدخل البلاد في دوامة كما حصل في تونس ومصر إلا بعد أربعين سنة، فقد استعملت حيلة القروض لاحقا للغاية نفسها من لدن البنوك الأجنبية التي ستلعب دورا حاسما في استعمار المغرب، وذلك بتقديم قروض ضخمة للسلطة المركزية، بدعوى تجديد وتجهيز الجيش بوسائل عصرية، تمكنه من مواجهة التهديد الخارجي، وكذا إخماد الثورات الداخلية التي انتشرت في مغرب القرن التاسع عشر بعد وفاة الحسن الأول.

    هذه الديون التي بدت ظاهريا على أنها تعاون مالي محض، كانت ترمي في الحقيقة إلى هدف سياسي مزدوج للتدخل الاستعماري، فمن جهة، مكنت القروض الأجنبية المخزن المغربي من إرساء وتدعيم سلطته المركزية، وإخماد جل التمردات الشعبية عبر التجهيز العصري للجيش، وتنظيم إدارة المخزن التي كان ينخرها الفساد المالي، ومن جهة أخرى، جعلت تلك القروض السلطة المركزية سجينة لها عبر الضمانات التي قدمها المفاوضون المغاربة للبنوك الأجنبية، كما رهنت اقتصاد البلاد برمته في منظومة الرأسمالية التجارية للقوى الإمبريالية.


    كذلك، ساهمت تصرفات المخزن ونخبته في علاقتهم بالأجانب في إفراز مشاعر التذمر الشعبي، ناهيك عن تهافت السلطان مولاي عبد العزيز على المخترعات الأوربية، وتسرب المغامرين الأوربيين إلى البلاط، دون إغفال لمسؤولية الوزراء سواء في شخص باحماد الذي أبعد السلطان عن الممارسة الفعلية للحكم، التي كان من شأنها أن تكسبه الخبرة في معالجة مختلف القضايا، أو في شخص الوزير المنبهي الذي كان همزة وصل بينه وبين الأجانب يزين له مقترحاتهم، ويحفزه على اقتناء مخترعاتهم دون أن يعير أدنى اعتبار لوظائفه ومسؤولياته كسلطان للبلاد.


    بالرغم من التقاء رجال المال ورجال السياسة حول مشروع استغلال المغرب، والانخراط معا في -ما أسموه- مرحلة الغزو السلمي، إلا أنه كانت لكل منهما هواجسه ووتيرة اشتغاله، وحساباته الخاصة، فأمام اندفاع رجال المال والأعمال وتهافتهم على الظفر بغنيمة المغرب، قام وزير الخارجية الفرنسي ديكلاسي «DECLASSE» بكبح طموحات طبقة رجال الأعمال، فقد أورد «بيير كَيلين»-مؤلف كتاب الاقتراضات المغربية- في هذا الشأن أن ديكلاسي: «أخضع مصالحها لمستلزمات السياسة، وإلى ذلك الحين اعترض على مشاريعها، لأنه اعتبرها مخلة بالخط العام الذي رسمته الحكومة المتمثل في اجتناب فتح «المسألة المغربية» قبل الأوان. وإذا كان قد شجعها على ذلك ابتداء من سنة 1902، فلأن الظروف السياسية تغيرت، ولأنه سعى لاستعمالها لمتابعة الأهداف الجديدة للدبلوماسية الفرنسية».


    يحاول الملف التالي تسليط الضوء على إحدى المراحل المفصلية من التاريخ المغربي المعاصر، التي شهدت على سقوطه في براثن التحكم الأجنبي. فهل كان تدهور مالية الدولة المغربية الناتج عن حرب تطوانسنة 1860 هو المسؤول المباشر عن الوضعية المالية المتعسرة التي قادت المغرب نحو التدخل الأجنبي المباشر؟ أم أن اصطدام الاقتصاد المغربي التقليدي بالرأسمالية الأوربية بعد توسع شبكة المبادلات التجارية كان هو السبب الرئيسي؟ ثم ما هي حدود العلاقة بين المال والدبلوماسية في التاريخ السياسي لمغرب ما قبل الحماية الفرنسية؟

    أعد الملف – يوسف منصف 

    المصدر

  • المخزن بين الانهيار و الاحتضار

    في منتصف التسعينات من القرن الماضي أعلنها السلطان الحسن الثاني مدوية بأن المغرب يواجه السكتة القلبية!حينها لم نميز هل المقصود المغرب في جانبه الاقتصادي و السياسي أم المخزن كمنظومة وصاية شمولية على المغرب و المغاربة؟ التمييز بين الوضعيتين كان يقتضي الوقوف المعمق أمام المشهد السياسي المغربي العام بكل تضاريسه و تجاعيده، و بعد عقد و نصف من تلك الوعكة الصحية التاريخية يجد المخزن نفسه هذه المرة مباشرة أمام أزمة غير مسبوقة ، حيث بات رأسه المطلوب رقم واحد في الشارع الشعبي المعارض و المحتج منذ ستة أشهر على مستوى كل بقاع الوطن، و »المخزن يطلع برا » ليس مجرد شعار سياسي عابر لكنه ترجمة لما وصل له حال المخزن العتيق!

    مقاربة الانهيار المخزني

    تنطلق مقاربة انهيار المخزن على اعتباره أنه كيان سياسي بالأساس، و هو ما يفرض علينا الحديث عن منطق انهيار الدولة و الكيانات السياسية القائمة،و معه نعرج على العلامة ابن خلدون الذي وقف كثيرا عند ظاهرة تعاقب الدول و انهيارها، إذ قاسها قياسا تاماً على عمر الفرد و مراحل تطوره، واضعا للدولة أعمارا و كأنها شخصية بيولوجية، بدءا بمرحلة الطفولة فالشباب ثم الكهولة فالشيخوخة المنتهية بوفاة طبيعية.

    وهذا الانتقال يتم على خمس مراحل:

    – المرحلة الأولى: تنشأ الدولة على أنقاض دولة سابقة لها.

    – المرحلة الثانية: احتكار السلطة بعد التخلص من المنافسين بما فيهم الذين اشتركوا في تأسيس الدولة (الاستقلال/الثورة تأكل أصحابها) .

    – المرحلة الثالثة: تسود الراحة والطمأنينة، وتزدهر الدولة.

    – المرحلة الرابعة: تحول الراحة والطمأنينة إلى قناعة وسكون ومسالمة.

    وتأتي المرحلة الخامسة: تدخل الدولة في دوامة الأزمات الخانقة و تتناسل هذه الأخيرة، و تفقد الدولة هيبتها فتتحلل وتزول.

    و قياسا على هذا يمكننا اعتبار أن المخزن الذي عمر لأزيد من أربعة قرون أنه يعيش المرحلة الخامسة الخلدونية و هي مرحلة الانهيار،و يمكن تقدير أعراض هذه المرحلة كالتالي:

    – كانت دائما قوة المخزن في ضعف خصومه، سيما على مستوى التغلغل الشعبي، حيث عملت المنظومة المخزنية على إقصاء المعارضة إما بتحجيمها جغرافيا و نعتها ببلاد السيبة أو نعتها بالخارجة عن الإجماع الوطني و محاصرتها شعبيا.اما الآن فالعكس هو الحاصل حيث الغضب الشعبي عارم، كما أنه لا يمكن تمييز منطقة عن أخرى لأن الكل منخرط.

    – تلاشي الخوف المجتمعي من المخزن، و الذي كان دائما ما يسوق صورة المخزن الجبار الماسك بزمام الأمور و المبادرة القادر على إيجاد الحلول و الخروج من الأزمات.

    – موت هيبة المخزن و سقوط صورة المخزن الذي لا يقهر، و الهيبة ليس بالضرورة القوة و السطوة و لكن الهيبة المعنوية و هيبة المكانة الاعتبارية و الهالة في مخيال الشعبي.
    – عدم قدرة المخزن على إنتاج نخب جديدة في عصر الرقمنة و الفايس بوك و الشبكات الاجتماعية، لاحظ أن النخب التقليدية تحاول أن تلحق بالركب ولكن بعقلية الخمسينات و الستينات.

    – عجز المخزن عن إيجاد أجوبة للمرحلة الحالية ناهيك عن المرحلة القادمة، مركزين على الأجوبة السياسية دون غيرها من الأجوبة المجتمعية العامة.

    – انتقال المخزن من الفعل إلى ردة الفعل، و هو الشيء الجديد، حيث دائما ما كان المخزن في موقع الفعل و الخصوم و الآخرين في موقع ردة الفعل، مما كان يتيح له فرصة هندسة الفضاء السياسي و الاجتماعي.أما الآن فهم مجرد رقم في الفضاء العام،و ليس أي رقم بل رقم منبوذ.

    – المعارضة العارمة للمخزن و اللا متمركزة حيث كل المدن و المناطق الكبيرة و الصغيرة و النائية تردد نفس الشعارات المخزن يطلع برا،و التي تصل إلى ما بين 80 منطقة و مدينة إلى أزيد من 110.

    – عجز المخزن عن احتواء الخصوم عبر الآلة الدعائية و البروباغندا،حيث لم تعد هذه الأخيرة تؤت أكلها، أولا لأنها فقدت بريقها السلطوي نموذج الشيخ و المقدم و القايد و الباشا و المحيط البشري المكون لها، علاوة على كون التلفزة و الإذاعة و الصحف الحكومية و الحزبية التي لم تعد قادرة على تأطير و تحويل اتجاهات الرأي العام نتيجة بروز الإعلام المواطن البديل.

    – الشباب باعتباره قائد قاطرة الاحتجاج العارم و من جهة أخرى لكونه رمز الأزمة الخانقة من بطالة وشغل و غياب الديمقراطية و العدالة الاجتماعية، في مقابل المخزن العتيق الطاعن في السن! مما يترجم أننا أمام منطقين مختلفين بسرعتين متضاربتين سرعة رقمية أمام سرعة مخزنية تقليدية،الواحد يتكلم لغة الحاضر و عينه على المستقبل، و الآخر يركز على لغة الماضي الممخزن.

    سيكولوجية الاحتضار المخزني

    تنبني مقاربة الاحتضار المخزني على اعتبار أن المخزن منظومة مجتمعية بواجهة سياسية و تاريخية معقدة التركيب و التوليف، تعمل على تدجين المجتمع و مخزنته و نسف أية رواية أخرى خارج المنظومة المخزنية، و يخطئ البعض عندما يحصرها في الفعل السياسي فقط، بل قوتها في الفعل التاريخي أيضا، فالمخزن يقدم نفسه على أنه هو التاريخ الحقيقي للمغرب على الأقل طيلة الأربعة القرون الأخيرة، كما أنه يتدثر بالرداء الديني مدعيا بأنه رمز الإسلام و بقائه، و طبعا هذه مغالطة كبرى فالإسلام هو انتماء عقدي و هوية للمغاربة جميعا لن تزول بزوال نظام أو سقوط دولة و تعاقب أخرى و إلا لسقط الإسلام عبر سقوط الدولة الإدريسية أو المرابطية و الموحدية ….

    الاحتضار هو مرحلة عمرية من تاريخ أي كيان سياسي أو منظومة مشرفة على الموت و الانتهاء و هو ما يوحي أن قبل هذه المرحلة كانت هناك مراحل الشيخوخة و الكهولة و الشباب و النشأة، مع التركيز على أن الاحتضار ليس مجرد وصف سياسي سطحي أو مبالغة سياسية و لكنه حدث تاريخي بيولوجي له أعراضه منها:

    – غياب الزمان المخزن،حيث كان المخزن هو الذي ينشئ الفعل بينما الآخر يتلقى الفعل و يكتفي بردة الفعل، بيد أن ما يحدث الآن هو العكس تماما حيث المخزن يكتفي بالرد لا غير،و طبعا تتجلى خطورة الموقف الرد الفعلي في أن المخزن غير معتاد على الدور الجديد مما يجعله يدخل في دوامة من الأخطاء غير المسبوقة،بل و القاتلة.

    – انتهاء مدة الصلاحية المخزنية عبر العقم في إنشاء مشروع مجتمعي جديد او الحفاظ على الإجماع القسري القهري القديم الذي كان يقسم المجتمع إلى مجتمع المخزن و آخر للسيبة أو دائرة الإجماع الوطني و خارج الإجماع الوطني، و لأن المخزن لا يمكنه أن يعيش إلا في مشروع سياسي من إنتاجه، فدخوله مشاريع سياسية خارج الأجندة المخزنية يعني الموت الطبيعي للمنظومة المخزنية الاحتكارية الهيمنية.

    – كانت قوة المخزن دائما في قدرته على إخضاع للخصوم و ترويضهم و إقصائهم مع استبعادهم من الحراك الشعبي و تحييدهم قدر الاستطاعة. بيد أن الذي حصل أنَّ الحراك الشعبي انتفض و على المستوى العام و في ربوع البلاد ضد المخزن في سابقة هي الأولى من نوعها، زد على هذا أن النخب السياسية التقليدية التي استعان بها المخزن منبوذة من الأساس و لا شعبية لها، و الدليل هو حجم المقاطعة الشعبية للاستفتاء الدستوري رغم تجييش المنابر و الإعلام و الوسائل الرسمية، بل رغم دخول المؤسسة الملكية في المعركة و تخليها عن الحقل التحكيمي بين الفرقاء السياسيين حيث غدت هي الأخرى من الفرقاء أيضا!و لا أدل على ذلك أن الترويج للدستور في الأوساط الهشة كان يختزل في التصويت بنعم لصالح الملك نفسه !الشيء الذي يترجم مستوى الأزمة القاتلة التي وصلت إليها دار المخزن، فتلاشي القوة المجتمعية للمخزن عبر الحراك الشعبي و الاستعانة بالبلطجية و المرتزقة من أجل الوقوف في وجه حركة الشعب المطالبة بالتغيير الحقيقي و العدالة الاجتماعية و الديمقراطية غير الممنوحة، و هو الشيء الذي زاد من حجم الاستياء من المخزن، و في المقابل ازدياد عدد المتعاطفين مع الحركة الاحتجاجية العامة التي تنشط تحت يافطة 20 فبراير.

    HYPERLINK « http://fr.bab.la/dictionnaire/anglais-francais/slow-but-sure » Slow but sure يموت غير بالبارد !

    لكل قوم ثقافتهم في الموت و الاحتضار،و قد تميز المخزن بثقافة متميزة دالة على حنكة و ذكاء مشهودين، هذه الثقافة تتمثل في مقولة  » يموت بالبارد » او « يموت في سمو » ! و هي أقرب لترجمة المثل و المبدأ الإنجليزي »بطيء لكنه فعال » الذي ترجم السياسة الاستعمارية الماكرة و العقلية البريطانية بصفة عامة، فالمخزن أجاد إلى درجة التفنن الحرب الباردة و الضرب من تحت، أي الضرب غير الظاهر و الذي لا يترك أثرا و يعتمد على عامل الزمن، فكان من الطبيعي أن يكون الجزاء من جنس العمل و أن يتجرع من الكأس نفسها! لذا فهو الآن يتلقى الضربات القاتلة المتمثلة في الرفض الشعبي لأية مبادرة ممخزنة، مع ارتفاع الأصوات المحتجة في وتيرة متصاعدة، مما يجعله يفقد أعصابه و أنصاره و اتزانه داخلا في دوامة الارتجالية و فقدان القدرة على التركيز، هذا إذا وضعنا في الحسبان أن عامل الوقت ليس في صالح المخزن على الإطلاق فكلما مر الوقت كلما فتحت جبهات اجتماعية و سياسية جديدة، ثم لأن حركة الشارع هي حركة مقاومة و استبسال فالمخزن لا هو يستطيع قمعها و لا احتوائها و هو بالهشاشة والعزلة الحالية! بل و لا حتى مسايرة المتغيرات الرهيبة التي ظهرت على السطح فجأة و المتمثلة في حجم الغضب الشعبي غير المسبوق و العزلة المخزنية الرهيبة التي دفعت به إلى اللجوء إلى خدمات أصحاب السوابق و البلطجية من أجل حشدهم في الشارع العام في حركة كانت نتائجها عكسية، زادت من نقمة المحتجين، كاشفة عورة المخزن أكثر من أي وقت مضى.

    المخزن يحتضر في صمت و يتهاوى في هدوء، الشيء الذي قد لا ينتبه عدد من الناس، لاعتقادهم ان العملية يجب أن تمر في جو من الجلبة العامة و الصراخ المرتفع !و بقي سؤال متى يسلم الروح إلى بارئها؟و هل سيسلمها طائعا أم سيقاوم سكرات الموت؟و مهما يكن فإننا لن نشمت في محتضر و لو كان خصما لذوذا شرسا لذلك لا يسعنا إلا أن نقول كما علنا ديننا الحنيف اللهم خفف عليه سكرات الموت!

    توجد ترجمة فرنسية للمقال قام بها أحمد بن الصديق منشور على الموقع بالفرنسية.
    مراجع

    – تدهور الحضارة عند ابن خلدون – د. ياسر المشهداني مقال منشور على موقع المجلة التاريخية الفسطاط

    – نظرية الدولة في الفكر الخلدوني – علي سعد الله – ط 1- دار مجدلاوي للنشر والتوزيع
    – تطور الدولة في المغرب: إشكالية التكون و التمركز و الهيمنة- د محمد شقير- ط1 -2002 أفريقيا الشرق.

    – المخزن في الثقافة السياسية المغربية-د هند عروب – دفاتر وجهة نظر – ط1/ 2004
    – سوسيولوجية الدولة بالمغرب: إسهام جاك بيرك- عادل المساتي-سلسلة المعرفة الاجتماعية السياسية-ط 2010

    – فصلية أمل-عدد31/32 عدد خاص عن المخزن- بعض مظاهر الخلل في تدبير و تسيير الشان العام واقع و تاربخ.

    -Sociologie de la mort : vivre et mourir dans la société contemporaine- Gaelle Clavandier- 2009 Armand Colin
    PAGE \* MERGEFORMAT5

    المصدر

     

  • وظيفة المخزن المغربي ما بين الحق في المعلومة ومطالب التغيير

    ربما وضعنا حادث الاعتداء على مقهى أركانة مجددا أمام سؤال يطرح بإلحاح في كل مرة في النقاش السياسي والإعلامي بالمغرب، ويتعلق بأحد الحقوق الأساسية للمواطن والمتعلق بالحق في المعلومة. وأمام النقاش الدائر حاليا حول دسترة جملة من الحقوق فإنه يطرح بإلحاح ضرورة دسترة هذا الحق في المرحلة القادمة.

    لقد استغرب المتتبعون صمت المغرب إبان التحقيقات التي كانت جارية بخصوص حقيقة منفذي جريمة الاعتداء المشين على مقهى أركانة، وقد تسببت تسريبات وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي في الجمعية الفرنسية بخصوص توصل المحققين في أحداث مراكش إلى التعرف إلى هوية اثنين من المشتبه بهم في ارتكاب الحادث، في حرج كبير للسلطات المغربية التي سارعت إلى الإعلان عن أنها لن تقدم أية تسريبات بخصوص التحقيق ومن دون أن تنفي التسريبات الفرنسية.

    إن هذا الحادث الذي لا يمكن اعتباره حادثا عرضيا إنما يدل على استهتار السلطات المغربية بالمواطن المغربي وحقه في معرفة نتائج التحقيق وتتبع مراحله، إنه حق وليس منة كما يعتبره البعض، لذلك فإن البرلمان الفرنسي قد سارع إلى استعمال حقه الرقابي على الحكومة الفرنسية وحق هذه المؤسسة الدستورية ومن تم المواطن الفرنسي في الوصول إلى المعلومة والحقيقة بخصوص مصير المواطنيين الفرنسيين الذين قضوا في حادث مراكش، حتى لو أن الأمر يتعلق بتحقيقات في إطار سيادي لبلد أجنبي وهو المغرب، وأن المنفذ الوحيد للمعلومة هو التعاون الأمني الفرنسي المغربي، وببلد أجنبي جنوب المتوسط .

    والحال أنه لا يمكن اعتبار فعالية وسرعة السلطات الأمنية المغربية في الإلقاء على منفذي الاعتداء بمراكش أو غيرها بعد التنويه بها ، مبررا لسلب المواطن المغربي حقه في الوصول إلى الحقيقة والمعلومة، وتتبعها لحظة بلحظة. مثلما لا يمكن القول وفق المنطق السليم بأن عدم إلقاء القبض على منفذي الجريمة هو نتيجة أكيدة لغياب الفعالية الأمنية، بحيث كان يتم اللجوء في مراحل سابقة إلى تلفيق التهم للحفاظ على هيبة الدولة والمخزن.

    إن لفظة المخزن التي لازلنا نحتفظ بها في الموروث الاجتماعي لبلدنا مثلما لازال المخزن يحاول التشبث بتقاليدها، تعني في مدلول نشأتها التاريخية ما يعنيه اللفظ من فعل خزن يخزن خازن، وما يحمله هذا اللفظ من دلالة على التكتم والحفظ الذي يناقض ما نسعى إليه حاليا في إطار الإصلاحات الحالية من تكريس لمنطق الشفافية والحق في المعلومة. مع التذكير بأن دلالة لفظ المخزن في المدلول المغربي لا تقتصر على الدلالة فقط على السلطات الأمنية بل هي لفظ جامع لكل مكونات النظام السياسي المغربي التقليدي، والتي كان يتم من خلالها سابقا التمييز بين بلاد المخزن وبلاد السيبة، حتى أن دلالة المخزن المغربي متحركة من خلال ما يتم اللجوء إليه من مخزنة الحياة السياسية والنقابية والمجتمعية، ومن تم تعزيز نفوذ أكبر للنظام في مقابل إضعاف كل القوى السياسية الأخرى الفاعلة.

    ولربما فطن المخزن المغربي بلاجدوى الإبقاء على منطقه التقليداني القديم الذي يجعل من آلياته في التوظيف الأمني والسياسي عبارة عن جملة من الآليات السرية داخل علبة سوداء لا يدرك كنهها إلا المخزن نفسه، ويقابلها المجتمع بمنطق الخوف من غول كبير إسمه المخزن.
    لقد فطن المخزن بذلك خلال أحداث العيون الأخيرة وما حصل بمخيم أكديم إزيك للأسف، لقد انتبه المخزن المغربي أنه وفي زمن اليوتوب والفايسبوك والجيمايل … لا يمكن كتمان الحقيقة. لا يمكن كتمان الحقيقة في زمن وجد المخزن نفسه مضطرا أكثر من أي وقت مضى إلى الرضوخ لمساءلة لجان تقصي الحقائق البرلمانية، وقد كانت بعض أجنحته ترفض إلى عهد قريب زمن التحقيق في أحداث سيدي إفني الرضوخ لدعوات المساءلة والتحقيق.

    لم تكن حينها قد اندلعت فيما أظن الثورة البواعزيزية الفايسبوكية المباركة، لكن المخزن المغربي قام إلى حد ما بتصوير تدخله السلمي لتفكيك مخيم أكديم أزيك، حيث كانت شفافيته في التصوير والتحقيق إلى حد ما سببا في نجاح متميز للدولة والديبلوماسية المغربية في ما تحقق من نصر دولي باعتراف الأمم المتحدة بما توصلت إليه لجنة تقصي الحقائق المغربية ورفضها تبني أطروحة الإبادة الجماعية التي تبناها الخصوم.

    لكن الحلقة الضائعة في هذا الموضوع هي غياب الشفافية الأمنية مجددا، واستمرار ذات الأساليب المخزنية التقليدانية المتكتمة، والتي لم تعد تخفى في زمن المعلومة والذي فضح ومن خلال تقرير حالة المغرب لسنتي 2009 و 2010 ما اعتبره حالات موثقة بالأسماء لأبناء أقاليمنا الصحراوية الذين تعرضوا حسب التقرير للتعذيب في السجون المغربية، وهو أحد الأسباب وليس أهمها في ما عرفه مخيم إكديم إزيك من احتقان اجتماعي ثم سياسي دولي لاحقا.

    هذا قبل أن يتوصل تقرير لجنة تقصي الحقائق المغربية إلى وجود علاقة لعامل الإقليم وإلياس العماري بالأحداث، وما يشكله هذان الرجلان من ثقل في الجهاز المخزني المغربي، وهو ما أدى لاحقا إلى إعادة هيكلة شاملة لوزارة الداخلية نتيجة ما اعتبره عدد من المحللين تقصيرا أو تورطا لهذه الوزارة في هذه الأحداث، حتى من باب كونها سقطت في الفخ الذي استدرجه إليها أعداء وحدتنا الترابية.

    وعموما فإن تاريخ المخزن المغربي مع الشفافية والحقيقة تاريخ يتم في غالب الأحيان بالتنافر الذي يصل لحد العجز حاليا عن الوصول إلى إثبات مجريات عدد من الأحداث التي وقعت في زمن الرصاص، والتي لازال يلفها الغموض إلى وقتنا الراهن، ومن بينها قضية مقتل الشهيد بن بركة.

    كذلك فإن عدد من صدامات المخزن مع الاحتجاجات الاجتماعية الدورية التي عرفها التاريخ الحديث للمغرب بعد الاستقلال، مطلع الثمانينيات والتسعينيات وكذلك خلال العشرية الحالية. قد كرست انعدام الثقة ما بين المواطن والمخزن، بل وعلاقة عدائية إلى حد بعيد ينضاف إلى ذلك هذا الاكتشاف الجديد المسمى بمعتقل تمارة، والتي لازالت الأحزاب المغربية الممثلة في البرلمان ترفض لحد الآن التجاوب مع مبادرة حزب العدالة والتنمية تشكيل لجنة تقص للحقائق في الموضوع بالنظر إلى الحاجة إلى أغلبية برلمانية مقدرة وليست بالهينة. وهو يعطي مجددا قوة لجانب من المطالب الشعبية بدمقرطة الأحزاب لتصبح آلية للمارسة الديموقراطية وليست نعامة خائفة من المخزن.

    ونخلص من خلال جملة المعطيات السابقة إلى أن صورة المخزن المغربي قد زادت اهتزازا وشكا في عين المواطن المغربي خاصة بعد صدور عدد من النداءات بإظهار الحقيقة حول تفجيرات 16 ماي وملف بلعيرج، لذلك لا غرو أن تلجأ السلطات الأمنية المغربية إلى التعاون مع مصالح أمنية أجنبية فرنسية وإسبانية وغيرهما في التحقيق في أحداث مراكش، ليس من باب التعاون فقط ووجود مواطنين من هذه الدول ضمن ضحايا الحادث، ولكن من كون المخزن المغربي يدرك جيدا أنه وفي ظل المعطيات الحالية الإقليمية والوطنية فإن مصداقيته قد اهتزت أمام الرأي العام المحلي والدولي، ومن الصعب إقناع الإثنين بمصداقية التحقيق من دون وجود أطراف أجنبية معنية وذات مصداقية وخبرة دولية في المجال. لذلك فإن تأكيد الملك محمد السادس على السلطات الأمنية يضرورة إجراء تحقيق شفاف ونزيه قد أناط مسؤولية أكبر بالمؤسسة الأمنية، وإشارة هامة على ضرورة الالتزام الحقيقي وتحمل المسؤولية في هذه المرحلة التاريخية.

    وإذا كانت بعض الأصوات الداخلية قد سارعت إلى اتهام أطراف معادية للإصلاح من داخل الدولة بالمسؤولية عن الحادث، فإنه كان اتهاما غير موضوعيا بالنظر لكونه سابقا لنتائج التحقيق، بالرغم من أن أصحاب هذا الرأي قد استندوا كثيرا على السيرة الذاتية للمخزن المغربي، ومصلحة بعض الأطراف الداخلية في وقف مسلسل المطالبة بالإصلاح، حتى لا أكون مبالغ أو مغامرا بالقول بأن هناك إصلاحات جذرية وحقيقية يتم القيام بها حاليا، إذا ما استثنينا بعض الترميمات الشكلية في انتظار ما سيأتي به الدستور الجديد من واقع حقيقي للإصلاحات الدستورية.

    كما أن أصحاب هذا الرأي ربما يجدون لهم سندا في المقارنة بالحالة المصرية التي تورط من خلالها بحسب صك الاتهام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في تفجير كنيس قبطي بمدينة الإسكندرية، وهي فضيحة صادمة تثبت أن القوى الرافضة للتغيير لا يهمها المغامرة بمصالخ البلد أو استقراره في سبيل الحفاظ على مصالحها الانتهازية. بل إن هذه القوى قد لا تدخر جهدا في قتل مواطنيها بالرصاص الحي في سبيل الحفاظ على كرسي السلطة كما هو الأمر في الحالة السورية واليمنية والبحرينية، وفق مبررات مختلفة من بينها الحفاظ على مصلحة الوطن.
    وفي الأخير، لا يسعنا سوى التطلع إلى أفق أفضل لمستقبل المغرب ترتقي من خلاله السلطات الأمنية إلى مرتبة المهنية الصرفة، والتي تطبق نموذج الحكامة الأمنية التي ينشدها الشعب وتكون خاضعة لمؤسساته الرقابية، وليست جهازا يمثل تدخل الدولة في كل المناحي بما فيها المناحي السياسية، تماما كما حصل في الانتخابات الجماعية الأخيرة وما فضحته عدد من تصريحات المنتخبين الجماعيين بطنجة مما اعتبروه ضغوطا مورست عليهم من جهات كانت ولازالت تشكل نواة في البناء الضخم لوزارة الداخلية.

    كما نتطلع إلى زمن ترتقي فيه الممارسة الإعلامية أفضل مما هي عليه الآن، يكون فيه الصحفي في مواجهة قانون متميز للصحافة وليس في مواجهة الخوف من المخزن. وهي مناسبة نستحضر من خلالها حادثة اعتقال الصحفي رشيد نيني مدير جريدة المساء، والذي وإن كانت جريدته قد انخرطت في معركة لدعم لوبيات اقتصادية ضد أخرى، أو تقزيم بعض الأحزاب والإساءة إليها في أحيان أخرى، تماما كما تعرض له حزب العدالة والتنمية إلى عهد قريب من حملة من هذه الجريدة بالذات لإضعافه من خلال تضخيم موجة الاستقالات الداخلية التي كانت تحدث تحت ضغط أو إغراء من بعض الجهات. قبل أن تتوقف هذه الاستقالات وكذا الحملة الإعلامية الداعمة لها إبان الثورة التونسية، لتنتقل الضغوط من معسكر الأحزاب الشعبية إلى معسكر الأحزاب المخزنية.

    بالرغم من ذلك كله فإن جريدة المساء قد شكلت منبرا إعلاميا متميزا لفضح جملة من الاختلات السلبية والخطيرة في جهاز الدولة المغربية، ودعما قويا يستحق كل التحية والإكبار لعدد من القضايا المحلية والوطنية والدولية. لذلك فإن اعتقال مدير هذه الجريدة أمر يستحق كل التنديد نظرا للسياق الذي يأتي من خلاله بغض النظر عن مبرراته القضائية المعروفة، سياق قد يعتبره البعض حربا مفتوحة من القوى المعادية للإصلاح ولوبيات الريع ضد صوت الإعلام الذي لا يمكن أن يجسد سوى تجنيا جديدا على حق المواطن في الولوج إلى المعلومة.

    إن تنويهنا بسرعة المخزن المغربي في الإلقاء على الجناة في كل من جريمتي أركانة بمراكش والحافة بطنجة لا يحرمنا من حقنا في المطالبة بالمزيد من المعلومات حول الحادث، تماما مثلما يطالب الراي العام الدولي بمزيد من المعطيات حول مقتل بن لادن ، ليس فقط من أنصاره ولكن من الرأي العام الغربي والصحافة الدولية نفسها لأن الأمر يتعلق بحق في المعلومة لا أقل ولا أكثر.

    المصدر

  • تقرير أمريكي : المخزن يتحكم في السياسة والاقتصاد والنقابات مسيسة والمجتمع المدني ضعيف

    كشف معهد « واشنطن لسياسة الشرق الأدنى »، في أحدث تقرير له، يتوفر موقع « لكم »، على نسخة منه، عن الوضع الحرج للمغرب، المغرب، على مستوى مستوى وتيرة التطور الديمقراطي.

    وأرجع التقرير التراجع الديموقراطي في البلد، إلى ثلاث عقبات رئيسية، أجملها، في بطء النظام الملكي لتفويض سلطاته التنفيذية إلى المؤسسات المنتخبة، وضعف المجتمع المدني المغربي، ثم المخاوف التي أثارتها الفجوة الكبيرة بين « الإسلاميين والعلمانيين المغاربة ».

    تحكم « المخزن »
    وافتتح معهد واشنطن تقريره الصادر، المكون من 13 صفحة، بتعريف مفهوم « المخزن »ّ، حيث اعتبره « نظام يتحكم في الاقتصاد والسياسة من طرف الملك وحاشيته »، موضحا ان مجال الأعمال بالمغرب « ما يزال تحتكره نخبة مقربة من المخزن ».

    وأضاف، ان المجتمع المدني كان ديناميكيا خلال فترة الربيع العربي، مشيرا إلى « عجزه على مواجهة القصر بما فيه الكفاية ».

    نقابات « مسيسة »
    ويرى تقرير المعهد الأمريكي، المقرب من اللوبي الإسرائيلي، بان « النقابات العمالية بالمغرب، عادة ما تحصل على تمويلها من الأحزاب السياسية التي ترتبط بها، وبالتالي تميل إلى أن تكون مسيسة إلى حد كبير، اضافة إلى أن هناك نقابات تميل نحو المزيد من التعاون مع الدولة ».

    وفي الشق المتعلق بالمجتمع المدني، ذكر التقرير، ثلاث جمعيات تمتلك القليلة من الجرأة لفضح ممارسات الدولة، من بينها « الجمعية المغربية لحقوق الإنسان »، و »العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان »، على حد زعم المصدر.

    أمازيغ المغرب

    وأورد ان « الركائز الفلسفية للحركة الأمازيغية بالمغرب مختلفة تماما عن نظيراتها في الجزائر وليبيا“.

    وأضاف في السياق ذاته، ان الحركة الثقافية الأمازيغية، « ليست جماعة متطرفة مثل نظيراتها في الجزائر وليبيا، وأن مطالبها تتسم بالنضج حيال بعض المشكلات الثقافية واللغوية ».

    وأبرز التقرير المعنون ب »المغرب، أفاق المجتمع المدني »، ان اغلبية المنتمين للحركات الثقافية الأمازيغية « لا يعادون الوحدة الترابية، بل يركزون مطالبهم على المسألة الثقافية، خصوصا الإعتراف ومأسسة اللغة الأمازيغية وحفظ مجموع الثقافات التي ترعرعت وسط الثراث التاريخي الأمازيغي ».المصدر

    وأكد أن الجماعات الأمازيغية النشيطة، « تعمل من خلال اتحادات وجمعيات محلية وإقليمية ووطنية بكل من سوس والريف، حول الموضوعات الثقافية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية ».

    ويعتقد التقرير أن أمازيغ المغرب، ينتشرون عبر حركات سلمية تعمل بشكل عقلاني باستثناء بعض النشطاء الأمازيغ في أوربا، الذين ينتقدون الإصلاحات التي جاء بهذا دستور 2011 فيما يخص الثقافة الامازيغية.

    وعن أداء « المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية »، وهو مؤسسة رسمية في المغرب، قال التقرير، انه على الرغم من تعاطيه المحتشم مع المشكلات التي تعاني منها اللغة الأمازيغية، على مستوى التدريس والمأسسة، إلا أنه بدأ يجري إصلاحات إجرائية في ما يخص الموضوع، ويعمل على تطوير اللغة، والفلكلور والثقافة.

    المصدر

  • خبراء: تحسن اقتصاد موريتانيا وضعها في بؤرة اهتمام « الاتحاد المغاربي »

    اعتبر محللون وخبراء موريتانيون أن الزيارات المتزامنة لمسؤولي ووفود بعض البلدان المغاربية لموريتانيا مؤخرا تعكس الرغبة في إعادة إحياء مسيرة التكامل والتعاون بين بلدان المغرب العربي.

    وكشف المحللون في تصريحات لـ »للعين الإخبارية » عن خصوصية ومحورية دور موريتانيا من أجل ترجمة هذه الرغبة في تنشيط التعاون المغاربي في الإطار الثنائي، إضافة إلى الموقع الجيوسياسي لموريتانيا في المنطقة، ووجود آفاق اقتصادية واعدة ومغرية مرتبطة باكتشاف الغاز الطبيعي مؤخرا على السواحل الموريتانية.

    المصرف المغاربي للاستثمار يبدأ نشاطه الخارجي من موريتانيا

    موريتانيا.. بوابة الجزائر لغزو أسواق غرب أفريقيا

    وشكلت العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال الأسبوعين الماضيين محطة لزيارات مكثفة ومتزامنة لوفود ومسؤولين من دول اتحاد المغرب العربي، الذي يضم إلى جانب موريتانيا الجزائر والمغرب وتونس وليبيا.

    وكان أبرز تلك الأنشطة زيارة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لنواكشوط في 5 نوفمبر الجاري، لترؤس أعمال دورة اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين تونس وموريتانيا، والذي اختتم بتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية بين الجانبين.

    وقبل ذلك حل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في 2 نوفمبر بنواكشوط، حاملا رغبة من العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في « خلق ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية على كل المستويات »، وفق تصريح بوريطة لوسائل الإعلام.

    كما شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، في 2 نوفمبر، افتتاح أول فرع للمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية، الذي يوجد مقره في تونس العاصمة.

    تشغيل أول معبر بري بين موريتانيا والجزائر.. تنمية المناطق الحدودية واندماج إقليمي

    وتم إنشاء المصرف في 21 ديسمبر 2015 بموجب اتفاقية دولية، أبرمتها الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا)، برأس مالي قدره 150 مليون دولار، تمثل المساهمة المالية المشتركة بين الدول الأعضاء.

    وفي سياق متزامن احتضنت العاصمة الموريتانية ما بين 23 و29 أكتوبر الماضي فعاليات معرض للمنتجات الجزائرية بمشاركة 170 شركة جزائرية.

    وجاء تنظيم المعرض بعد أسبوعين من بدء تشغيل أول معبر بري تجاري بين موريتانيا والجزائر، يستهدف تطوير المبادلات البينية وتنمية المناطق الحدودية.

    الخبير الاقتصادي والباحث في قضايا التنمية محمد عالي آكا قال، في تصريح لـ »للعين الإخبارية »، إن هذا الاهتمام بالتعاون الثنائي لدول المغرب العربي مع موريتانيا يمكن قراءته في عدة سياقات مختلفة، ويعود لعدة عوامل.

    وأوضح محمد عالي آكا أن هذا الاهتمام انعكاس لما اعتبره « تحسنا في بعض المؤشرات الاقتصادية الموريتانية » خلال السنوات الأخيرة.

    وبيّن محمد عالي أنه في حال استمرار ما وصفه بـ »التطور » الإيجابي في علاقات موريتانيا بهذه البلدان ستتحول السوق الموريتانية إلى سوق إقليمية بفضل الموقع الجغرافي الذي تحظى به بين أفريقيا والمغرب العربي.

    وربط الخبير الاقتصادي محمد عالي بين هذا الحراك في علاقات التعاون بين موريتانيا ودول المغرب العربي وما وصفه بـ »التطور اللافت لقطاع الطاقة في موريتانيا »، مع الاحتياطات الكبيرة المكتشفة من الغاز مؤخرا في الساحل الموريتاني.

    مناقصة لإنشاء شركة رابعة للاتصالات في موريتانيا

    توقعات.. الغاز في موريتانيا يعادل إنتاج أفريقيا مجتمعة لمدة 7 سنوات

    الإعلامي والمحلل السياسي محمد ولد الدده قال، في تصريح لـ »العين الإخبارية »، إن أبعاد هذا الاهتمام المغاربي بتطوير العلاقات الثنائية مع موريتانيا يعود إلى ما وصفه بالآفاق الاقتصادية الواعدة لموريتانيا في ظل الإعلان عن اكتشافات مهمة للغاز الطبيعي في السواحل الموريتانية.

    وأوضح ولد الدده أن ترجمة هذا التعاون جاءت في شكل توقيع اتفاقيات فتح الحدود البرية مع موريتانيا، وهو ما يجعل من موريتانيا شريكا استراتيجيا لجيرانها.

    ورأى ولد الدده أن التحديات الراهنة المرتبطة بالمصاعب الاقتصادية والإشكالات الأمنية والسياسية باتت تفرض على البلدان المغاربية ضرورة التعاون ولو في الإطار الثنائي.

    أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد سالم ولد سيدي عبدالله فأكد، في تصريح لـ »العين الإخبارية »، أن أبعاد هذه الزيارات للمسؤولين والوفود المغاربية لنواكشوط مختلفة ومتعددة بتعدد ظروفها وسياقاتها.

    واعتبر ولد سيدي أن زيارة رئيس الحكومة التونسية وإن كانت روتينية تدخل ضمن برنامج معد مسبقا، إلا أن رئاسة ثاني أرفع مسؤولي تونس لوفد من هذا القبيل « له أبعاد إيجابية تنظر لموريتانيا كبلد له مستقبل واعد في المنطقة ».

    العين الإخبارية – إبراهيم طالب إبراهيم

    المصدر

  • أم الفضائح.. المرابط زوج أسماء الحلاوي يحضر جلسة النطق بالحكم على بوعشرين وينتظر الظفر بغنيمة 100 مليون

    حل امبارك المرابط رفقة زوجته أسماء الخلاوي إحدى الأسماء المثيرة(..) في ملف الصحفي توفيق بوعشرين مؤسس جريدة «أخبار اليوم» و«اليوم24»، للقاعة 8 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث سيتم النطق بالحكم في القضية.

    وحلت أسماء الحلاوي رفقة زوجها الذي تنصب هو الآخر مطالبا بالحق المدني، حيث طالب ب 100 مليون كتعويض مادي عما لحقه من ضرر، من العلاقة الحميمية الموثقة في الفيديوهات المضمنة بملف متابعة توفيق بوعشرين، والتي نفاه مالك «أخبار اليوم».

    وأثار حضور المرابط للمحكمة لحضور النطق بالحكم، اشمئزاز الصحفيين الحاضرين الذين عابوا عليه الأمر من باب المروءة والرجولة.

    ويعتبر المرابط حالة شاذة في الملف الذي يعتبر قضية القرن بامتياز.

    المصدر